للشاعر:
متولي بصل
مصر
جاءت وفي راحتيها الحبر والعنب
وخيرتني وقلبي يكتوي لهبا
إن كنت حقا كما قد قلت تهواني
فلتشرب الحبر أو فلتشرب العنبا
يا ليل حبري على الأوراق أسكبه
والخمر ليست لمن يبغي العلا أربا
همي عظيم ونفسي زادها ألما
أن الذي كان حقا بات مغتصبا
إني لأقرأ كي أزداد معرفة
والناس حولي تعب المال والذهبا
لن ينفع المال أقواما إذا جهلوا
والعلم زاد الألى فازوا به رتبا
قد يملك المرء ما لا تملك الدول
بعض البلاد ترى من أمرها عجبا
بعض البلاد ترى إذلالها شرفا
أما الكريم فإن أغضبته غضبا
ما أشبه اليوم يا ليلى ببارحة
لم تمض إلا ونجم الشرق قد غربا
فيها توارت عن الدنيا كواكبه
واستفحل الجهل حتى خالط العصبا
جهل وفوضى وإفلاس وإلحاد
قد طال حتى غدا حلم الفتى الهربا
تلك البلاد غدت لغزا يحيرني
صارت يهودا وكانت كلها عربا
لا تعجبي إن أتى يوم فلم تجدي
في الجو شمسا ولا بدرا ولا شهبا
عم الظلام وبات الناس في عمه
لا دين يرجى ولا علما ولا أدبا
إني لأعجب ممن يدعي نسبا
للعلم وهو الذي لا يحسن الأدبا
إبليس يوم ادعى ما ليس يملكه
أمسى لعينا وصار لنارها حطبا
يا من بلينا بهم تبت حناجركم
إن الحمير تظن نهيقها طربا
تمشي عليها من الأسفار أحمالا
لكنها عمرها لم تفهم الكتبا
ماذا فعلتم لكي تعلوا وتفتخروا
هلا ذكرتم لنا لعلوكم سببا
لا خير فيمن يرى رأيا فيعبده
شر العمى ما يصيب العقل والقلبا
والشمس مهما بدت للعين بارزة
نجم صغير سيخفيها لو اقتربا
تلك الرؤوس التي مالت جماجمها
هل يرتجى نفعها والعقل قد يبسا
تهدي لمن حولها عدوى جهالتها
مثل الكلاب تهادى بعضها الجربا
لا يفسد النفس مثل الجهل والسقم
والفقر ينشر في أصحابه السغبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق