الشاعر السوري فؤاد زاديكى
عَنِ الأديانِ لا تَسألْ, إذا مَا ... صديقٌ كانَ مِنْ دِينٍ مُغَايِرْ
لِمَا أنتَ التِزامٌ فيهِ, هذا ... هُوَ الإجْحَافُ و الغُبْنُ المُبَاشِرْ
لِكُلٍّ دِينُهُ, لا شكَّ في ذا ... ولكنْ دونَ إسْرافٍ مُقَامِرْ
لِكُلٍّ حَقُّهُ, دُونَ التَّعَدِّي ... على غَيرٍ, لِذا بالأمرِ حَاذِرْ!
إذا الإنصَافُ عَدْلٌ و احتِكامٌ ... تَوخَّ الحُكْمَ في وَعيٍ كَنَاظِرْ
إذا ساءَتْ علاقاتٌ بهذا ... فإنّ الشّأنَ مَحفُوفُ المَخَاطِرْ
دَعِ الأديانَ في شأنٍ بَعِيدٍ ... عَنِ الإنسانِ, كي تَنْحُو كَظَافِرْ
متى الأديانُ لِلتَّفرِيقِ كانتْ ... فهذا سَيئٌ, و الحقُّ ظاهِرْ
سُلُوكُ النّاسِ أخلاقٌ و طَبْعٌ ... على أحوالِها, تَنمُو مَآثِرْ
مِنَ الإحباطِ, أو مِمَّا مُعِزٌّ ... مقامَ المَرء, ما نَفْعُ المَظاهِرْ؟
هِيَ الأعماقُ, في ما تَحتَويِهُ ... سُلُوكًا بَيِّنًا, يأتي بِخَاطِرْ
فَنَقِّ النّفسَ مِنْ مَهوَى عُيُوبٍ ... بها أعباءُ أخطارٍ و عاثِرْ
صَفاءُ القلبِ, في صِدقٍ نبيلٍ ... هُوَ الإبحارُ في عُمقِ المَشَاعِرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق