من وراء الشرفة
في كل ليلة تتمادى فطنتها وتتذاكى وتفكر وتقول في سرها
لماذا لم يراني أو حتى يأتي يوما يسألني
هل أنني ليس مثل باقي الفتيات
همهمة كانت تتبعثر بها تلك الفتاة الداكنة سمراء كحيلة العين
ذو الجمال الرباني وهي جالسة على منضدة وراء الشرفة
داخل حجرتها كل ليلة تتأمل وتتلصص
على ذلك الشاب اليافع طولا وعريض المنكبين
والإبتسامة على وجه من آن لآخر ذو الوجه البشوش
ذلك الشاب الذي يقطن بالمنزل المجاور لسكن تلك الفتاة
التي تجلس ليلا نهارا تتجسس عليه وتتنصص عليه كل ليلة
من وراء شرفتها الزجاجية
معتقدة أنه هو فتى الاحلام والعريس المنتظر
في حين انها لا تعلم عنه أنه يبادلها نفس الشعور وأنه يراها ويراقبها
هو الآخردون أن تعلم هى
وذات يوماً رن الهاتف المحمول الخاص لدى الفتاة وبنبرة متكئة ردت
وقالت من على الهاتف أجابها أنا تلك الخاطبة التى كلفتني والدتك
لكي اجد لك ابن الحلال وكنت اتصل بوالدتك على هاتفها ولكن تليفونها
مغلق واردت أن أحضر غدا الى منزلكم لتناول الحديث معكم
فردت الفتاة قائلة نعم سيدتي تفضلى سوف ننتظرك غدا
وفي الصباح الباكر أخبرت الفتاة امها بما حصل
وجلسوا لمراقبة الأمر وانتظار الخاطبة
قتلك الفتاة كان قد دق قلبها واحبت الشاب جارها وتمنت أن يكون لها
وعلى الفور جاءت السيدة الخاطبة وجلست مع الام وبنتها
وتناولت الحديث عن شاب ذو مركز وانه متغرب عن أهله بحجة عمله
وتكوين حياته لكي يؤهل ويتزوج وهو الآن يريد أن يتقدم ويرتبط
أما الفتاة فكانت في حيرة عند سؤالها من امها و الخاطبة ما رايك
فتجيب اجابات متهتهة يفهم منها أنها غير راغبة
من ذالك العريس التى أتت به الخاطبة
في حين ردت الأم قائلة إلى الخاطبة حددي يوم
نتقابل فيه لكي نرى العريس
وعلى الفور حددت الخاطبة اليوم والساعة والتاريخ
وجاءت الساعة المرتقبة بحضور الخاطبة ومعها العريس
ودق جرس الباب الا وهي الفتاة تفتح الباب
فرات ما ازهر قلبها وأسعد روحها بالفتى الساكن بجوارها
وهو جارها الذي كانت تراه كل يوم من وراء شرفة نافذته
قد أتى مع الخاطبة لكي يتبادلون الحديث والتعارف
حين إذن ارتاح قلب الفتاة بأنها ارسل لها الله بمن تمنته
فالقدر والنصيب هنا غلاب لعب لعبته الدهاء
وتمت الخطوبة وعرفت الفتاة بأن جارها كان يراقبها
في نفس الوقت حتى تم المراد والارتباط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق