"خارجُ الإطارِ"
بقلم فاطمة حرفوش
أضافَ ليلاً صورةً جميلةً جديدةً لمجموعته ، لوَّنها بألوانِ الشغفِ والهيامِ ، وأخذَ يرسمُ إطارًا
لها على مقاسِ هواه .
غطى شعرها الذهبيُ بوشاحٍ ، مسحَ أحمرَ شفاهها، أسدلَ نقابًا على وجهها المشعِ بالبهاءِ وألبسها عباءةً سوداءَ ، وعلقها على حائطِ غرفةِ نومه .
مشى مزهوًا ينظرُ لإنجاره بسعادةٍ غامرةٍ وقلبه يخفقُ فرحًا . نامَ ملء جفنيه يحلمُ بالليالي الحمراءِ التي سيقضيها بأحضانها .
استيقظَ صباحًا ونهضَ ليطلَ على وجه محبوبته ويداعب مفاتنها كما اعتادَ مع سابقاتها . تعثرَ بقطعِ الإطارِ المتناثرِ بكل اتجاهٍ في الغرفة . الريحُ تعبثُ بدرفتي النافذةِ وستائرها تتراقصُ على أنغامِ لحنها الأثيرِ .
أسرعَ الخطا وصوتَ الريحِ يصفرُ بأذنيه أغلقَ النافذةَ بقوةٍ وغضبٍ شديدٍ ، وحانت منه إلتفاتةٌ للسماءِ ، فوقفَ مذهولاً .. فاغرًا فاه !!.
كانت صورةُ محبوبته تتراقصُ بخفةٍ ورشاقةٍ مع أنسامَ الريحِ تحلقُ عاليًا لتعانقَ السماءَ . فراشاتٌ ترافقها وغيمةٌ تظللها وقوسُ قزحٍ يزهو بألوانه بقربها .
تمتمَ بسره وهو يكتمُ غيظه .. ناقصةُ عقلٍ ودينٍ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق