بادرتني سيرتي الذاتية ذات يوم بالأسئلة .
كانت أسئلة مختلفة .. غريبة ..للأسف الشديد .. لم أستطيع الجواب !، ولا حتى وجدت جوابا مناسبا ، وضعتني صديقتي الحميمة في موقف حرج !.. وحطتني أمام الأمر الواقع !!.. لماذا يا صديقتي تفعلين بي هذا ؟!، ألست أنت صديقتي المخلصة ؟ ..
ألست أنت من تحتفظين بكل أسراري ؟ ..
ومن تكتمين كل ما يتعلق بي ؟ .. وتحرسين على كل حرف أو كلمة كتبت بخط أناملي ؟ ..
لماذا قسوت علي اليوم بطرح أسئلتك هاته ؟ ..
كيف أجيبك وأنا نفسي لم أكن على علم بما تحاولين معرفته مني !!.
لم يزدها كلامي الا غضبا !.
انفجرت صديقتي الوفية، وطلقت العنان لصوتها .وهي تجادلني ، كيف تجرئين على مخاطبتي هكذا ؟ .. وكيف تخالفين رأيي مع أنك تعرفين أنني على حق ؟!!..
أهذا ما أستحقه منك ؟ لطالما كنت رفيقة دربك ، وأنت تعرفين جيدا أنه لا مكان للتزييف داخلي .. حقيقية أنا ، واقعية بكل مافي .. داخل قلبي الكبير جزء من تراثك ، ونسيج من شخصيتك ، حملت ثقل ماضيك بسراءه وضرائه .. بأفراحه ومأساته لا أعرف معنى الخيانة ،، عدم أجوبتك على أسئلتي تعتبر إهانة !!،، يجدر بك على الأقل ، أن تخبرينني بما يخبأه الغد بين طيات صفحاته المغلقة ،، وكيف يمكن إزاحة ذلك القفل الصادئ الذي يغلق أبوابه بحكمة !! ،، كما أنك ملزمة لإرشادي على ملقط .. أو إعارتي كماشة تستطيع فك ذلك القفل الملعون وإزاحته بعيدا ،، حتى نتمكن من دخول الأجواف ، وتأمل كل ما ينتظرنا في الغد من حلوه .. ومره .. من أفراحه وأحزانه ..هناك وراء غد غامض ، تختبئ كل الأشياء التي نبحث عنها ، ونحتار كيف نستطيع الوصول والتعرف عليها !!.
غد لا يحب الوضوح !،، بل يعشق الكتمان والغموض لدرجة الجنون !.
إن كنت صديقتي ورفيقة دربي حقا ، أخبريني بما يخبأه لنا الغد ،، أخبريني أرجوك ،، أخبريني بالتفاصيل المملة ،، أخبريني بأعلى صوتك حتى تسمعك كل المذكرات !! .. لتتشارك معنا استقبال الآتي بروح رياضية .. وبعد معرفة الحقيقة الغائبة ، يشرع الكل في الإستعداد لبناء مرافئ النجاة !،، حتى يستطيع الكل تخطي الصعاب وقت الشدة ،،.. ووقت الفرح تضاء المرافئ بكل أنواع الشموع .. لنعيش بسلام دائم .
بالله عليك يا صديقتي ، أجيبي على أسئلتي البسيطة .. لقد أصبح الغموض عبئا على كل المذكرات ...
فتيحة المسعودي المغرب ط ج
الرقم الإتحادي ٢٨٢٠٧٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق