من وراء الشاشة
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
تزاحمت الأفكار في رأسه هو يدرك أن كل أفكاره بلا قيمة طالما لم تخرج لحيز التنفيذ
أو علي الأقل يتم وصولها للمسئولين رغم علمه أن الجميع مشغول بالمحافظة علي كرسيه أو يأمل في الوصول للمنصب الأعلي
قرر أن يشترك في جروب المحافظة التي يشترك بها أعداد لا بأس بها من المواطنين تخطي العدد المليون
وضع صورته علي أول بوست يكتبه و بدأ في نشر أول فكرة و كم كان جيدا رغم ضعف التفاعل في الجروب الا أنه لقي مناقشات بين الأعضاء حول الفكرة منهم من شجعه و منهم من أتهمه بالجنون و منهم من هاجمه
كان سعيدا بالتعليقات رغم تضاربها
و بدأ رويدا رويدا ينشر أفكاره متمتعأ بالتعليقات و المناقشات حول كل فكرة
و لكن الأغرب بعد عده مرات وجد تلك الأفكار يتم تنفيذها بشكل مباشر و بنفس الطريقه التي شرحها
وفي كل مره كانت يتعجب من تنفيذ الفكرة و يبرر ذلك ربما كان هناك توارد أفكار أو أن تلك الفكرة قديمة تم دراستها منذ فترة و تم تنفيذها مصادفة مع نشر البوست
تكرر الموضوع عدة مرات
هنا أدرك بلا شك أن هناك جهه معينه تلتقط تلك الأفكار و يتم تنفيذها فورا
و بدأ في متابعة تلك الأفكار و هل يتم تنفيذها علي مستوي المحافظة فقط أم يتم علي نطاق الدولة
و بالفعل وجد الكثير من أفكاره يتم تعميمها بشكل مباشر و بنفس التفاصيل التي شرحها في نطاق محافظات كثيرة
هل كل هذا مصادفة أم أنه يعيش الوهم أم هي حالة فصام
قرر الذهاب إلى طبيب نفسي و أقترح عليه الطبيب أن يمتنع عن كتابة الأفكار لمدة ثلاثة أشهر و يتابع المشروعات الجديدة التي يتم تنفيذها
و بعد ذلك يعود إلى الطبيب لبحث الموقف
مرت الثلاثة أشهر بسرعة و لاجديد يذكر وهو كل يوم يتابع أخبار الجروب الذي زاد عدد متابعيه إلى ٢ مليون
البوستات عاديه أما مشكله شخصية أو حادث أو خبر أجتماعي
ذهب للطبيب و أخبرة بالوضع الجديد فلا أفكار تذكر ولا مشروعات يزعم إنشائها
نظر الطبيب اليه نظرة فاحصه
و اخبره هل توجد لديك أفكار جديدة
هز رأسه بالنفي فقد أنقطع الألهام
هنا رد الطبيب بأستغراب و لو أفترضنا أن فية مسئول متابعه أفكارك ليه لم يتم الأتصال بك للأستفادة من تلك الأفكار مقابل منصب أو مقابل مادي
هز رأسه بعدم المعرفة
هنا أوضح له الطبيب أن من ينفذ أفكارة شخص يستغل فكرة في طرحه للتنفيذ ربما ينسب تلك الأفكار لشخصه أو أنه يريد أن يستفيد من أفكاره بلا مقابل
رد و ما العمل
نظر إليه الطبيب في تعجب
القرار لك أما أن تستمر في الكتابة و لا تنتظر المقابل أو تقفل المحبس
بس الأكيد أن انت مش مريض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق