بقلم: فؤاد زاديكى
عندما تَصدمُنا الحياةُ بأحداثِها المؤلمةِ و المُفجعةِ، نَجِدُ أنفسَنا في موقفِ الضّعفِ و العجزِ, و نحنُ نُواجِهُها. تلكَ اللحظاتُ القاسيةُ, تجعلُنا نشعرُ بوَهنِ قلوبِنا و بِضيقِ صُدورِنا، فلا نَجِدُ بُدًّا من اللُّجوءِ إلى مَنْ يُساندُنا, و يَقِفُ إلى جانبِنا, في هذهِ اللحظاتِ العصيبةِ. إنّ الإنسانَ في مُواجهةِ تلكَ المصائبِ و المَصاعِبِ, يَتطلّعُ إلى العونِ والمُواساةِ، يبحثُ عن كلمةٍ طيّبةٍ، وعن حضنٍ دافئٍ, يلجأُ إليهِ. نسعى إلى أولئكَ, الذينَ يستطيعونَ بَثَّ روحِ الأملِ في نفوسِنا، و يمنحونَنا القوّةَ لمُواجهةِ الآلامِ, و تَحَمُّلِها. فقط في هذه المواقِفِ، نُدرِكُ أهمّيّةَ الحبِّ و الصّداقةِ في حياتِنا، و نعلمُ - حينئذٍ - أنّ التّضامُنَ هو السِّلاحُ الأقوى ضدَّ الأحزانِ. نتذكّرُ أنّ الحياةَ رغمَ قسوَتِها و قَسَاوَتِها, تَحمِلُ في طيّاتِها مَنْ يقفُونَ معنا في المِحَنِ و الشّدائِدِ، و يشدُّونَ على أيدينا لِنَنهضَ مِنْ جَديدٍ. هؤلاءِ همُ الأصدقاءُ و الأحبّاءُ, الذينَ يُشارِكُونَنا, و يَتشَاركُونَ معنا عِبءَ الأيّامِ الثَقيلةِ، و يرسمُونَ على وُجُوهِنا ابتسامةً’ رُغمَ كلِّ شيءٍ, فلا قِيمةَ للحياةِ دونَ مَنْ يَسندُكَ في ضَعفِكَ، و يَقِفُ بِجَانِبِكَ في شِدِّتِكَ و مِحْنَتِكَ، و في لَحَظاتِكَ القاسيَةِ, لِيَجعَلَكَ, ترى النُّورَ في أعتى الظُّلُمَاتِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق