_عبد خلف حمادة
________________
ما أتعسَ الشعراء في هذا الزمن
أشعارهم في السوقِ عجفاء الثمنْ
فكما يغني المرءُ في طاحونةٍ
أوْ مَن يبثُّ القول مثقوب الأذنْ
في بيئةٍ هجرَ الشعورُ أناسها
كأنهم والله أكياس القطنْ
فلهم قلوبٌ قد تبلَّدَ حسها
أمواتُ فوقَ الأرض يكسوهم كفنْ
نُهدي إليهم من جميل بياننا
من راقي الإحساس أبيات الشجنْ
فنصوغُ أوجاع الغرام قصيدةً
لكنهم ياصاحِ قدرٌ أو صحنْ
لا يصلحانِ لغيرِ طبخٍ أو لِمَا
للعَجنِ أو للغُسْلِ أو سكبِ اللبن
و كَمَنْ يُراقص في(حرستا)طبلهُ
والعُرسُ في(دوما)لهذا قد أُجَنْ
نحتارُ بالشكوى ونَجْرَعُ غصةً
فجميعهم حمقى وفي الرأسِ التِّبنْ
وأصابنا من الهيام هواجسٌ
فصدورنا واللهِ يسكنها الحَزَنْ
في داخل الأحشاءِ نارٌ تصطلي
فَدُخَانها آذى الخلائقَ كالفرنْ
كنَّا كما الرهبان في محرابهم
فجزاؤنا بعد التبتلِ في السجنْ
ألقوا بنا إلى جحيم صدودهم
وتسربلت تلك المشاعرُ بالعَفنْ
لم يأبهوا لم يرحموا لم يُحْسنوا
وغاصتْ الآمال في بئرِ العطنْ
فإذا رياحُ الهجرِ تنسفُ قَلْعَنا
غرقى قواربنا ومن أين السفنْ
للبردِ والأمطار أبدوا عرينا
لكنهم في الرمشِ منا والجفنُ
فرموا بنا للنائباتِ وللبِلى
كسواقطِ الأشياء يرميها الظعنْ
بالأمسِ كنا رفقةً نحيا معاً
والعشُّ يشهدُ إذ بنينا والفننْ
هلُ أنتمُ بعدَ الفراقِ أحبتي
في راحةٍ واللهِ لا أدري إذن
أيروق عيش بعدنا لجنابكم
والجسمُ مني في المشقةِ والوَهنْ
أعتقتكم من اضطرادِ هواتفي
من طلتي،من لهفتي،من ذا الخَبَنْ
أضحكتم ملءَ الشدوقِ بُعَيْدما
عللٌ غزتني كالعقاربِ في البدنْ
لو تعلمون الليل كم أشقى بهِ
لِأُرَتِبَ الأشعار في نظمٍ حسنْ
وبلا استراحةِ قد أتابعُ غالباً
وأغيبُ عن فرضِ الدوامِ بلا إذن
رغم انشغالكِ بالصواحبِ دائماً
منحتكِ الأعذارَ من كيسي وَ مِنْ
عانيتُ في دنياي ألوانَ الضَّنَا
ووقعتُ في الأخطارِ أيضاً في المحنْ
لا لم تكن شيئاً إذا قارنتها
بصنوف قهركِ في المحبةِ لم تَكُنْ
والآنَ قد بررتِ ما أجريتهُ
بِنِدَا الصداقةِ يا عجائبَ ذا الزمنْ
فالعامُ والعامانِ عشنا في الهوى
ماذا دهى كي تكسري هذا الغصنْ
إنَّ الغرامَ صغيرتي جزءٌ هوَ
وأساس في مبنى الصداقةِ بل ركنْ
أَتَنسفينَ روابطاً كانت عرىً
أني لأقسم قد دخلتِ في الغُبنْ
لم تبلغي من المودةِ شعرةً
بعد انتهاء المبتغى قُطِعَ الرسنْ
إنَّ المصالحَ في العلائقِ أفسدتْ
فامضِ بغيرِ حسافةٍ خنتِ الوطنْ
________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق