وسَوْسِني لانتصاري حقلَ أوراقي
إنّي عشقتُ وعشقي خالدٌ بدمي
حتى يُتوِّجَني الباري بإشراقِ
حتى أقيلَ بشطٍّ يستفيقُ فمي
من بحرِ طيشٍ يُنَجِّينِي بإغراقي
أنا الغريقُ وذنبي أنّني ثملٌ
بحبِّ فاتنةٍ تجتاحُ أعماقي
وُلِدْتُ شِعْراً وأحييتُ الشعورَ بها
ولم تزلْ في بحارِ العشقِ أحراقي
" تعزُّ" يا نهريَ الموَّارَ تنزفُني
تلك الصَّباحاتُ وَجداً مثلَ ترياقِ
ضحكتِ ضحكةَ محزونٍ على وجعٍ
من شدّةِ الضيمِ لا مِن بلسمِ الراقي
هطَّالةُ الغيمِ عينٌ كالنَّدى عبرتْ
وجهي إليكِ كأني جدولٌ ساقِ
أعيشُ بَيْناً على صبواتِكم وأنا
على السفوحِ غرامٌ بين أحداقِ
لا البينُ باعدَني عنكم ولا رحلتْ
تلكَ الأغاريدُ من روحي وآفاقي
أنتِ الحبيبةُ أنتِ الروحُ مذْ عزَفتْ
ذكراكِ وحيي وأنتِ الصفصفُ الباقي
لا تضحكي الآنَ حتى أستردَّ خُطىً
على ثراكِ وأُغري بعضَ عشَّاقي
لا تضحكي الآن إني صائمٌ وفمي
ما زالَ يبكي على أطلالِ إخفاقي
هطالةُ الروع في خدِّ الغمام جثى
زهو المجاز فأشجى أذنَ أخلاقي
مازال في زفراتِ الموجِ أسئلةٌ
تُروَى وفي خلدِ التاريخِ إطراقي
أنا المعنى وليلى بعضُ قافيتي
ترْتَدُّ نحوي وما بِيعتْ بأسواقِ
واللَّازوَردُ بكفِّي حاملاً وطناً
كيما تؤبي على أوطان إشفاقي
بنت الدلاءِ أغيلي نصف ساقيةٍ
من مطلع الحرف حتى يوم اعتاقي
سَيَنْتَئي البُعدُ والتاريخُ مُتَّكِئٌ
لكي يضمَّكِ في أحضانِ مشتاقِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق