الأحد، 16 يونيو 2024

سرك الحياة بقلم محمد أحمد محرم.

سرك الحياة.
بقلم محمد أحمد محرم.
١٥ يونيو ٢٠٢٤ م.
...
وسط مدينة الألعاب في مدينتي
سرك مهجور منذ شهور
ففكر البهلوان الحزين خارج الصندوق
سيقدم عرض- على الهواء مباشرة- 
بعيداً من حيطان السركِ المشئوم
إذا رآه الناس لا بد من أن تصاب بالدوار والهلع والذهول
سيمر غدا على سلك برونزي
يصل ناطحتان السحاب 
على حافة السطح لإحداهما
 أمر كلبهُ الوفي وقردة الطروب بالجلوس
أتصل بالشرطة وفي يدهِ الأخرى عصاة الطويلة التي يتوكأ عليها
أمسكها بالمنتصف بكلتا يديهِ
وضع قدماهُ على السلك، منتصب القامة يمشي
تجمهر الناس المارة على الطريق
عيونهم نحو السماء
يرون بقعة سوداء على السحاب ناصعة البياض تارة
وينزلونها نحو الشاشات الملونة تارة أخرى
قطع نصف المسافة وقف برهة
وقال الآن حصحص الحق فلا مجال إلى الرجوع
طأطأ رأسهُ نحو الأسفل
شعر بإحساسِ غريب، وأفكار عجيبة تتولد
همس في نفسهِ، أنا أحب الظهور
والناس همها المشاهدة والاستمتاع للبطل
وما همها لي دوي السقوط!
شعر بوخزة الضمير
ما هذا السهم الذي أصاب فؤادي؟
أتى نحوي صاعدا من بين الجموع؟
هل هو شفقة بعض البشر؟
أم دعاء حبيبتي ليثبت قدماي على السلك من أن تزل من السقوط؟
الذي إعطاء قلبهُ دفعة حب وطمأنينة فانشرح صدره
ثم تبعه قوة وبسالة بمتابعة الخطى نحو الغاية
وهو ما يسمى بعزم القصور
ألصق العصاء على مستوى قلبهِ
وواصل السير- بخطى ثابتة-
وعلى بعد ثلاثة أقدام من الوصول
يقف مرة أخرى فجأة
والشرطة تحثهُ على الخطى للمجيء نحوها
يديها ممدودة نحوهُ وفاغرة فاها 
والعرق يتصبب من جبينها سيل
يكاد يحجب الرؤية على العيون
لكنهُ يهز السلك
فيتمايل طرباً 
لا يأبه أنه قد يؤول إلى الهاوية وحتمية السقوط
ويرفع العصاء إلى خلف رأسه ثم يعود بها إلى الأمام
يتقدم خطوة، ويرميها نحوهم فيلتقطونها من الهواء
ويرمي بنفسهِ إلى الجانب الآخر
ويهرب من السلم حتى يصل بين الجموع
تتلقاهُ الأيدي العاملة وتحملهُ فوق الأعناق
ودمع الفرح بالنصر يهتف من عينيها
يحيا التجديد والمغامرة والصمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...