على ضفافِ طَعْنَةٍ
أهرقتْ مُهجةَ قلبي
سَجعَ اليمامُ يَرثي أطلالَ
روحي المهشمة..
تَهُبُّ الريحُ تَنْحَتُ مَرثاتي
وشماً في ذَاكرةِ حَجر...
وحيداً أُصْلَبُ بينَ الحقولِ
كدميةِ قشٍ حزينة..
تألفُ الزازيرُ روحي
فتلاطفني بعشقٍ
يتخطى حدودَ القدر...
تَرضَعُ السنابلُ الحنانَ
من أثداءِ الغمامِ
فتخضلُ العيونُ ويَنبتُ الأملْ...
دموعُ الشوقِ
تُغرقُ زنازينَ القهر...
يجْلِدني الزمانُ
يحفرَ على الوجناتِ نُدوبهُ
يرقشُ وجهي بتجاعيدِ الكَدر...
تَمادى الأذى فأدمى فؤادي
تاريخٌ مُشبَعٌ بشواهدِ الغدر...
ُإحترقَ الأفقُ البعيدُ
وتصدَّعَ الدرعُ العتيدُ
وتوارى الصدقُ وذابَ الأثر...
نديةٌ آهاتُ وجدي
كتراتيلِ هُدْهُدٍ
إبتهلَ قُبيْلَ بزوغِ الفَجر...
أنشدَ معزوفةَ الحنينْ...
كسفيرةِ عشقٍ
على إيقاعِ الأنينْ...
فأَبحرتْ على خلجاتِ وتر...
روحي مثلَ شعاعٍ شاردٍ
إنشقَ عن طيفِ القمر...
مِشكاةُ صدري يُضْنِيها الجوى
يَنبضُ خافقي فتمتصُ عُروقهُ
أَضْواءَ السَحَر...
لتُنيرَ جَوفَ غارٍ مَهجورٍ
وتساندُ الجذعَ المنكسر...
يُدثرُ الرمادُ روحي
فأختنقْ............
وسادتي كحضنِ أمٍ
تُنجبُ من رَحْمِها الجَمر...
تَبتلعُ الحدودُ خارطةَ مَخْدَعي
يَرتمي جَسدي
على تُرابٍ مُستعر...
تُهرولُ الأيامُ مسرعةً
والعمرُ يبقى كحَفنةِ أحلامٍ
تُقاوِمُ كي لا تَحتضِر... *****************
بقلم: محمد قرموشة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق