أم أني ما زلت في بطن أُمي ؟
صغير أنا على الهم والغم وخيبات المعشر
رقيق على المواجهة
ضئيل في هذا العالم الكبير
شعرة في مهب الريح
اتشبث بأي فسيلة كانت علّي اثبت واقاوم .
لما اقاوم؟
ومما؟
من الذي اتخذ القرار بأن أولد هذا اليوم باللحظة والتوقيت؟
قرار.
قررت أن احاكم والدي .
أمسكت يده متثاقلة :هيا الى المحكمة!
إنه بالكاد يمشي بلا شوارع أو شاخصات للمرور ،وربما قد نسي اسمي .
واعتقد أني للان بلا اسم !
ولا عنوان .
وتاهت الدروب الى المحكمة .
إذن!
سأعود لافرغ التراب عن قبر امي .
أصرخ في أذنها:امي ،اريدك الان عودي!
أنا هنا .
كم اعاني!
أُناديكِ الان بعلو صوتي
أجوح وأنوح.
أُراقب شواهد القبور .
أشعر بالهدوء
باليُمن!
اتنهد
أنا هنا !
فوق الارض.
لاغني في "عبّي"
ها!
لقد وجدوني قربها ،وبقيت على قيد الامل.
بكيت
غنيت
عرفت أن صوتي جميل.
عدت لامسك يد ابي الهزيل.
إنتفض!
ظننت أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة .
لكنه استنشق فضاء من هواء .
فتح ذراعيه التي طالما كانت ثابتة،متشنجة.
أقبلَ واحتضنني .
كنت احتاج هذا الإختراع لاتناسى يوم مولدي.
الان ولدت ولي اسم وهوية وعنوان .
تغيب كل الآلام في حضن الحبيب لا اكثر؛فلحظة السعادة تَجُبُ ما قبلها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق