من البحر الكامل
بقلمي :سليم بابللي
===============
وحيٌ مِنَ الرحمن جاءَ مُعَلّما
فوقَ السطورِ مُكَلَّماً و مُكَلِّما
نَقَلَ الأمانةَ للعيونِ بِرأسِهِ
جيلاً فجيلاً جاهِداً لِيُسَلَّمَ
ما حُمِّلَت أوصالُهُ مِن آيةٍ
بالراحتينِ لمن أرادَ مُقَدِّما
يُدلي بِصمتٍ ما أردتَ وصولَه
إن رِمتَ كسراً أو أتيتَ مُرمّما
طوعَ البنانِ لما أشرتَ بِدِقَّةٍ
إن فاضَ نوراً أو تَدَرَّجَ مُظلما
رمزٌ يدلُّ على رجاحةِ أهلِهِ
و كأنّ حامِلَهُ بتاجٍ أوسِمَ
بينَ الأقاربِ و الأحِبَّةِ واقِفاً
ميدانَ صِدقٍ شاهداً و مُحَكّما
ثُلُثا لواءَ العِزِّ في أركانِهِ
و الفَضْلُ في باقي المآثِر قُسِّمَ
أوصافُ آياتِ الكمالِ لَهُ انتهت
إن حَلَّ في أمرٍ أتاهُ مُتَمِّما
نوراً أفاضَ لنا سوادُ مِدادِهِ
كالليلِ يأتي للخواطِرِ مُلْهِما
إن خاضَ حرباً كانَ فيها فيصلا
و كلامُهُ عندَ التنازُعِ مُلْزِما
ما كانَ يوماً مُخطِئاً أو عابثاً
أو غاضباً مُتذَمِّراً مُتَهَكِّما
لم يعترض حالاً و يُبدي رأيَهُ
مِنْ وحي ما خاضَ التجاربَ إنّما
تلقاهُ ماضٍ في الرِّسالةِ ساجداً
سَلِمَ الملامَةَ في السبيلِ و سُلِّمَ
لا جهلَ يعلو جهلَ من قلماً وَنَى
و العيبُ في كَفَّيْهِ أو ما أُفهِمَ
هو حافظٌ للسِّرِّ ظِلَّ سطورِهِ
ما قالَهُ الإبهامُ أو ما أُبهِمَ
سُبُلُ الحياةِ سمت بجولةِ مجدِهِ
إن جادَ تَعلو و العَنا إن كُمِّمَ
ما قامَ قومٌ في الديارِ لواءَهُ
إلّا رأيتَ الخيرَ فيها مُقدِما
ما قامَ ظِلٌّ للحضارةِ دونَهُ
أو قامَ عدلٌ للورى أو عُلِّمَ
لولا بقايا من فُتاتِ رموزِه
كلُّ القديمِ من الدواثِرِ أُبهِمَ
تحيا الميادينُ التي نحيا بها
في ظِلِ راعٍ لليراعِ مُعَمِّما
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق