الجدران الباردة
تعودت على زيارة البيت ولا أفوت فرصة واغرف من الوقت مهما كانت المعيقات وما أكثرها وأعلم أن طريق الجنة مبلطة بأشواك المنع ينتابني في كثير الأحيان الإقلاع عن هذا السلوك ويحاصرني ويخاطبني صاحب الغواية بقوله ألم تتعب ذهابا وأيابا وانت كمن ينحث الصخر وتعاونه في ذلك صراخ ينبعث من داخلي ولما قرأت علم النفس وتغلغلت أغواره أتضح أننا نعيش حياة الشك والقهر من إحساساتنا لأعود وأصحح ما لقن لنا من مفاهيم عرجاء لا علاقة لها بجوهر الحقائق لأن الإحساس هو تلك المعرفة التي تحصلنا عليها وتكونت فقط من جراء إتصال حواسنا بمن حولنا وتم نقلها وترجمتها إلى ما وجد من معاني الألفاظ التي نخزنها في ذاكرة تعد جماعية ربما لم تتمتع بلحظة التقويم والتصحيح ألفاظ فرضها الوسط الإجتماعي فينا والحقيقة هي إدراكات مارس العقل دوره في تصفية تلك المعارف بأدوات عقلية معينة معتمدا على مباديء العقل كمبدا الهوية ومبدأ عدم التناقض ومبدأ الثالث المرفوع إلخ من المباديء التي وصفتها الحضارة الإغريقية وترجمت إلينا لذا كان واضحا من البداية ما نصبوا إليه ولكن الضرورة تبيح الإطناب في بعض الأوقات لنبني صرحنا المعرفي ونحن إذ عززنا معارفنا والإدراك كنا نعاني من النفس الأمارة بالسوء وهي وتتظافر مع صاحب الغواية لمنع الإنسان من التفكر والتذكر لإصلاح ذات البين مثلا كانت محاولات تتداخل مع حرارة الجدران أي أن بيوتنا لا تخلو من عمق العلاقات العميقة التي تشكل نسيجنا السوسيولوجي أي الإجتماعي به تنبعث حرارة تضفي جمالها ورونقها على بيوت العائلات ليسود الود الإحترام والتقدير بين أفراد العائلة الواحدة وبالتالي على الجميع .
هل تستمر تلك العلاقات ؟
بفقدان أحد الوالديين تنشطر تلك العلاقات إلى جزئيات ليتسرب الكره والبغض إلى الكل وتصبح جدران البيت أكثر برودة من فصل الشتاء وهي إيحاءات بتعاقب الفصول في علاقاتنا الإجتماعية .
مما يتطلب الصبر في. تجاوز محنة التفكك. الذي أصيبت به المجتمعات نظرا تحول الفكر من جماعي إلى فردي برجماتي لا قيمة للخلق فيه .
بقلمي : البشير سلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق