الثلاثاء، 8 أكتوبر 2024

الملاذ الأخير بقلم كلثوم حويج

الملاذ الأخير //
______________//

أداعب طفلتي ، زهرتي الصغيرة 
أشتاقها كل لحظة . أضمّها
أحميها من عواصف الطّبيعة 
ها قد أقبل الشتاء 
لاتشعري بالبرد والعناء والغيرة 
فنحن في العراء ليت لدينا خيمة ولو صغيرة 
تقول بدمعة حزينة 
قصّي جدائلي واجعلي 
منها دثار ،،
لتبكي عيني ،،
تصافح دمعة خدها 
وأطراف محمرة كأن أشعلت بعود ثقاب 
تعرت أغصان الشجر 
يا ابنتي ،،
سأجمع الأوراق الصفراء 
ومنها مازالت بعضها خضراء 
أغزل منها غطاء 
وأخيط الجوارب منها والحذاء 
بحضني تنعمين بالدفء والأمان
سيسقط المطر ،،
ونسمع صوت الرعد ،،
أوركسترا على مسرح الحياة 
نحن جمهورها ،،
 نحتسيها فنجان قهوة 
تكن لنا بعضًا من الاسترخاء 
يبهرنا أداء الممثلون والأضواء 
والأصوات والأجواء 
نحتسي ذكرياتنا ،،
تملأ قلوبنا دفئًا
على قارعة الرصيف ،،
صوت المارة ،،
وجوه غريبة ،،
صوت الضجيج ،،
ورائحة دخان السّيارات و المركبات 
نجلس خلف المباني . 
نجعل منها ظلال ،، نختبئ 
كلما هبّت عاصفة صحراء 
ملاذنا الأخير ،،
في بيوت الأغنياء مواقد 
ونحن نتدفئ بهمس العواطف والمشاعر 
نتسكع في العراء ،،
يطاردنا البرد بلا هوادة
نجعل من الرصيف فراش 
وسادتنا عتبة ،،
 ننام ونحلم ،،
أننا طيور في السّماء 
غيمة تصادفنا وسرب حمام 
نطير ألمًا
نحلم وحتى الخيال بات محال 
بقلمي 🖋️
كلثوم حويج / سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...