سناء ذات السبع سنوات، والتي دخلت إلى المدرسة السنة الفارطة، ودرست في القسم الأول أو ما يسمى بالتحضيري، وكانت من المتفوقات بإحرازها أعلى معدل، ليس في القسم فقط، وإنما في كامل المؤسسة الكبيرة، والتي توجد في وسط المدينة، مما حذى بإدارة المؤسسة التعليمية ان تمنحها جائزة، وكانت هذه الأخيرة عبارة عن كتب قصصية مصورة للأطفال، ودمية جميلة... كانت سناء قد عبرت لمعلمتها عن سعادتها، إن هي استطاعت ان تحصل عليها، لتقدمها هدية لأختها، التي تصغرها بثلاث سنوات، وهذه الهدية أرادت سناء أن تبهج بها أختها، و تعوض بها ولو نسبيا، عن انقطاعها عن مجالستها. هذا الانقطاع الذي حل بشكل فجائي، وبدون سابق إنذار، وجعل غياب سناء المستمر، او الشبه المستمر عنها، في هم وغم كبيرين.. وهذا ما جعل الصغيرة لا تنقطع عن البكاء، وفي حزن دائم... خصوصا لما دخلت سناء للمدرسة، ولم تعد تجد الوقت الكافي كي تجلس معها، وتأنسها في وحدتها، ولم تعد تناغيها وتحكي لها القصص المسلية.. وتنشد لها الأناشيد العذبة الشجية.
الطيب تشرين / المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق