جلست على صخرة في أعلى الجبل، تتأمل مناظر الطبيعة الخلابة، دبت في أوصالها نشوة تسلق الأشجار، لترى ما رسمته الطبيعة من جمال، امتطت صهوة رغبتها مشاعر مفعمة بالمرارة والحزن، تساءلت:
أتخفي الطبيعة جانبنا المظلم المزروع في دواخلنا؟! أم أن الحياة تلعب لعبتها في وضع اللون المناسب، لكل مشهد؟ ! شد انتباهها زقزقة عصفور شجية، على غصن قريب منها، تأملته... استعادت صوراً من شريط حياتها الصعبة، وبكل تفاصيله المعقدة، انسحبت من كل لحظات الخوف... ركنت إلى لحظات السعادة القليلة... تنهدت... لكنها عجزت عن الصراخ لاخراج ما يوجد في الأسفل، عند الهاوية السحيقة، تلك البقعة السوداء، التي تحرق دواخلها، كلما مرت قرب هذه البقعة التي تقضم صفحات حياتها، نظرت يميناً ويساراً، كررت تساؤلاً آخراً.
- مما تخافين؟ هيا أصرخي! كفاك صمتاً وحزناً ! انفجر صوت من داخلها يدعوها للتحرر من قيود هذا الصمت القابع في لب تفكيرها
- هيا أخرجي من أفكارك السلبية، مخاوفك الكامنة كلها وتوجساتك.
عاصفة ولَّدت صراعاً داخلياً يكبر، يتفاقم،انفجرت
- هل سأنجح؟ وأتجاوز ألسِنَة هذه العاصفة
- سلمى -كان اسمها- مابك؟... تحركي... استجيبي لصوت الحق، لا تترددي.
حملت حالها، استجابت لنقاء الكلمة، لهمس الطبيعة، قررت أخيراً أن تحارب الصمت الذي بداخلها، وأن تخطو أول خطوة نحو الافصاح عما بداخلها، وأن تجعل من حكايتها رسالة للعالم أجمع، لن تخضع، لن تستكين، لن تسكت بعد اليوم.
صبيحة اليوم التالي، تصدر اسمها عناوين الصحف، وشغل مواقع التواصل الاجتماعي:
(سلمى تكشف أسراراً عن شبكة الدعارة في الحياة الجامعية)
بقلمي//
فوزية الخطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق