كان محفوظ كلما ذهب مع أمه عزيزة لقصر والدة زوج خالته كان يشعر بأنه الطفل المدلل لدى هذه الجدة الأورستقراطية ولكن بنكهة البسطاء ، كم كان يشعر بمحبتها له وترحيبها الواضح لقدومه حين تستقبله بجملتها الشهيرة :
_ تعالى ياولد يابربري ، مش عارف إنك بتوحشني قد إيه ؟
_ وأنا بحب أجي هنا مع ماما كتير عشان أشوفك يانَنَّا
_ ياحبيب قلب نَنَّا أنت
ورغم يقينه بأن زوج خالته يحبه كثيرا كما تحبه جدته نَنَّا ، إلا أن زوج خالته كان لايبدي له ذلك الحب الكبير الذي بداخله ، وكان محفوظ يفسر ذلك الحب المُغلَّف بقسوة أنه يدفعه لأن يكون بالمستقبل بالمكان الأفضل
وكان محفوظ يجد في بيت عمه كل مايحتاجه من محبة وتحفيز واهتمام ولكن كل ذلك كان مغلفا بشيء من القسوة الظاهرية ، كان يدرك كم يحبه عمه وزوجته حتى أنه كان في بيته الذي يشبه القصر يسمع منهما نفس اللقب الذي يسمعه من جدته الأورستقراطية نَنَّا :
_ بطَّل شقاوة ياولد يا بربري
_ الولد البربري ده ياجَيَّد شكله كده عاوز علقة
هكذا كانت طفولة محفوظ مليئة بالأشخاص الذين أثروا روحه وشخصيته ، فتشكلت روح محفوظ بشيء جميل منهم جميعا ، كمن ينشيء حديقته الجديدة بأجمل زهرة أعجبته من كل حديقة زارها
رغم ذلك كله كانت أمه عزيزة هي الحديقة الأهم والأروع في أغلب حياة محفوظ حتى عندما كبر ،كانت أحب الأشياء التي جعلته يعشق أمه حرصها على اصطحابه معها كلما خرجت لزيارة أحد بيوت عائلتها أو عائلة والده ، فما من بيت دخلته إلا وكان معها فيه ، وظل يتذكر بيوتا كثيرة زارها بصحبة أمه ولايعرفها أحد غيره ، وكان يسمعهم في هذه البيوت ينادونها بألقاب مختلفة لم يفهم بعضها وقتها :
( بنت عمي ، بنت خالي ، خالتي ، عمتي ، بنت سيدي )
.. وغدا نعود مع ( ابن عزيزة وزغلول ..
.. محفوظ بهلول البربري 9 )
@إشارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق