على شاطئ بحر هائج رست سفينة خرجت من بين الأمواج العالية هروبا من الغرق كونها سفينة قديمة خشبها متهالك لم تتحمل هيجان البحر نظرا لاصطدامها بصخرة كبيرة تسببت في كسر إحدى جوانبها ، ماجعل الماء يتسرب إلى داخلها رويدا .. رويدا ..فأوشكت على الغرق لولا عناية الله وتصرف قبطانها بحكمة وروية .. ليستطيع إنقاذها بأعجوبة.
و بعد معاناة كبيرة وفق من رسوها على شاطئ إحدى الجزر البعيدة ، وبعد دقائق نزلت منها فتاة جميلة في مقتبل العمر ، فبدأت تحوم حول سفينتها وتنظر يمينا ويسارا لعلها تجد حلا لمخرجها من هذه الورطة .
رمقها أحد القراصنة من بعيد ، كان يجول البحر على متن قارب صغير فبدأ يقترب منها شيئا فشيئا إلى أن وصل أمامها ، قدم التحية وقال لها : هل أساعدك ؟
على ما يبدو لي أنك امرأة ولا تتقنين القبطنة والسباحة
تعجبت لكلامه وقالت : من أنت ؟ وماذا تريد ؟، فأجاب وقال : أنا قبطان محترف أريد مساعدتك ، فقالت : أنا لست بحاجة لمساعدتك ، ثم رد عليها: أنت في ورطة يا سيدتي ، لقد علقت سفينتك في هذه الجزيرة البعيدة المليئة بالوحوش والقراصنة ، لم يعد بإمكانك شيء غير السباحة لتصلي إلى ضفة أخرى ، وأضاف : استأذنك سيدتي للسباحة معك حتى أحميك وأنقذك من القروش والأسماك الخطيرة ، توترت من كلامه الذي تبدو عليه علامة الغش والخداع ، وقالت بسخرية : نصيحة مني ابتعد وعد أدراجك وإلا حصل ما لا يحمد عقباه ، تجاهل كلامها وبدأ يقترب منها وهو يحاول السيطرة على الوضع حتى يتمكن من دخول السفينة .
ما إن تقدم بخطوات حتى استقامت في وقفتها وسحبت خنجرها فصوبته نحوه قائلة : عد أدراجك وارجع فورا لقاربك يا جبان .. حذاري .. إياك محاولة الإقتراب لسفينتي المعبأة بالرماح والخناجر ؛؛ تجاهل كلامها فتقدم للأمام محاولا اقتحام السفينة ، رفعت خنجرها وغرسته في أحشائه بقوة ، سقط على الأرض غارقا في دمائه الغزيرة .
وهي على ذلك الحال إذ بها تسمع صوت مروحية تحوم قريبة منها، فأسرعت في إرسال إشارة بواسطة بعض المفرقعات ، لحسن حظها نجحت العملية في المرة الأولي ، فنزلت المروحية جانب سفينتها ، وبسرعة بديهة خرج منها جنديان ، شرع أحدهم في عملية الإسعافات الأولية للشخص الملثم المستلقي على الأرض ، بينما طرح الثاني أسئلة على الفتاة لماذا طعنته بخنجرك ؟؟ ..
ماذا دهاك ؟؟..
وكيف تجرأت على طعنه ؟؟..
أجابت وهي واثقة من نفسها : هذا ما يستحقه الأوغاد مثله .
فقال الجندي : اعترفي وإلا ستسجنين !.
نظرت اليه وقالت ساخرة : إسمع يا هذا .. إذا كنت جنديا فأنا بنت جنود مجندين .. عربية عريقة عن أصلي وفصلي .. لا أستسلم لغير الحق ،
نطق متوترا وقال : تكلمي بسرعة .. اعترفي بجريمتك .. وقل ما حصل .
فقالت حينها .. اسمع القصة من أولها لآخرها لعلك تثبت براءتي .
القصة كلها : أن سفينتي اصطدمت بصخرة ..
فاتجه نحوي قرصان ..
يستدرجني بكلامه ..
مدعيا أنه قبطان ..
استأذن الإبحار معي ..
لحمايتي من الغرق..
وافتراس الحيتان..
وصف نفسه بمحترف ..
خبير في الهيجان ..
قلت لا داعي لذلك ..
ماأنا بحاجة لقبطان...
في حالة كان الجو هادئا..
أغوص أجواف الوديان..
وإن هبت الرياح تارة..
بحذر أقصد الشطآن..
بعدها طرحت سؤالا..
لعثم لسانه في الكلام..
فلماذا أنت ملثم !! ؟..
أقرصان أنت ؟.. أم قبطان!!؟..
حذار االاقتراب من سفينتي !..
المعبأة بالخناجر والنيران..
فعد أدراجك وارجع فورا..
لقاربك يا جبان !!..
كيف اقتحمت سفينتي؟..
فأنا الحارس والربان ..
وقبطان لسفينتي ..
شجاع باسل متين ..
بعد سماع الجندي جوابها عرف أن سفينتها تعرضت للاقتحام من طرف قرصنة ، فتأكد من براءتها وساعدها على الرحيل من هذا الشاطئ المعرض للأذى .
أما بالنسبة للقرصان الساقط على الأرض من خوفه إعترف بكل شيء ودلهم عن مخبأ لأصدقائه الذين يعترضون طريق السفن والقوارب وبعدها لفظ
أنفاسه الأخيرة .
المسعودي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق