زرعتُ فوق ترابك العزيزَ أبي
فيا تراب الجنوب كفكف العتبا
وارجع إليَّ كلحنٍ في أمسيةٍ
مسامعي اليوم ليست كالذي ذهبا
أنتَ الأوطان كلها بلا عددٍ
من غيرك الأوطان كلها كذبا
أنا خميلة أشعارٍ بكاملها
وتحت ظلِّي نظمتُ الشعرَ والأدبا
أنا دمٌ وجراحي لا ضفاف لها
فاقرأ على جرحي قد صرتُ مُغتربا
**********
أرجع إليَّ طفولتي التي رحلت
وعُد بأيامٍ قد عشتها رَغِبا
وارجع ليَ ولدي الذي هنا سقَطَ
ومن يُعيدُ ليَ الحبّ الذي غرُبا
طفلي هنا وحبيباتي كنَّ هنا
فمت يُضيءُ ليَ عينيَّ والهُدُبا
***********
تلك الزوايا لكم تركتُ في حضنها
من ذكريات طفولةٍ ويوم صِبا
وكم نقشتُ على جدرانها إسمي
أعِد ليَ شمسي أعد ليَ الكوكبا
أعد أليَّ رجولتي التي ذبلت
أعد ليَ بهجتي لا تسأل السببا
***********
أنا هنا لحنُ مزمارٍ وأغنيةٍ
فانظر على صدري النيران والحطبا
كنت العزيز وفي يدي سنابلنا
حملتُ رأسي عنيداً نيزكاً شُهُبا
كم عاذلٍ وسياط الغدر تجلده
وقادمٌ في طريق الحقِّ ما هربا
عبر التاريخ قدسنا وقد سُلِبَت
فكيف ننسى حقَّنا الذي سُلِبا
**********
يابن الحسين ألا سيفٌ نجرِّدهُ
هل ننسى لهفة العليل أو زينبا
يابن الزهراء هل ماتت مروءتنا
فكل اعرابنا ليست كما العربا
أليوم شامٌ وقد هانت عزائمها
بالأمس كانت في تاريخنا حلبا
يابن الحسين وحقَّاً نحن نطلُبُهُ
انسابنا أنتم ما أعظم النسبا
ماذا أخاف ولي شعري ولي أدبي
ما الفرق إن كان مذبوحاً أم صُلِبا
إن كان هم من نسى التاريخ قل لهمُ
أنَّ التاريخَ في أعرافنا الغَضَبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق