«[3]» الحامول والهالوك 3
رؤيتي : د/علوي القاضي.
... وصلا بما سبق ، فإن ماذكرناه سلفا ، حقا ؛ هذا مايفعله كل من يسعى للصعود إلى الأعالي على أكتاف الغير ! ، وسيكون مصيره السقوط والبقاء في القاع ، بالرغم من إجتهاده فى إثبات صواب معتقده الفاسد ، لمجرد إيمانه الإنفرادي بفكرته ، التى لاتخلو من الحقد على الٱخرين ، هؤلاء أناس لايستطيعون العيش في الحياة إلا متسلقين على أكتاف الآخرين ، ويحصدون مايزرعه غيرهم ، ويجنون ثمار ماتعب فيه الناس وبذلوا في سبيله العرق ، ويسرقون جهودهم ونجاحاتهم ، قال تعالى (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَايَشْعُرُونَ ، فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَاتُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَايَشْعُرُونَ) ، إن الوصوليين أناس محترفون وإنتهازيون ، يظهرون في أماكن النجاح ، وأوقات الفوز ، ليخطفوا الأضواء من أصحاب الجهد الحقيقيين
... وكذلك المتسلقون يجيدون التمثيل ، فلهم في كل مقام مقال ، وكما أن ألسنتهم جاهزة لتنطلق بالكلام المعسول ، فإن عيونهم جاهزة لذرف الدموع ، ووجوههم جاهزة لتصنع لوحة يضيع المشاهد في جمال روعتها ، فالمتسلق مخرج وممثل درامي جاهز لإخراج المشهد المطلوب متكامل العناصر ، لقد بات المتسلقون اليوم يجيدون كل هذا
... وأشد عناصرهم خطرا على المجتمع (المتسلقون للمناصب) ، هم الأفراد الذين يسعون للوصول إلى مراكز السلطة أو الوظائف العليا سواء (سياسية) أو (رياضية) ، عن طريق إستخدام وسائل غير مشروعة وغير أخلاقية ، مثل التلاعب ، المجاملة ، أو إستغلال العلاقات الشخصية ، بدلاً من الكفاءة والجدارة ، ومن خصائصهم :
★ أنهم يفضلون إستخدام أساليب التلاعب أو المناورة للحصول على المناصب بدلاً من العمل الجاد والإلتزام
★ ويعتمد كثير منهم على بناء شبكة من العلاقات مع الأشخاص المؤثرين لدعم مسيرتهم المهنية
★ وقد يتجاهلون أو ينكرون تجاربهم الفعلية المتواضعة ويبالغون في إنجازاتهم
★ وغالباً مايتجاهلون الأخلاقيات المهنية في سعيهم للوصول إلى القمة
... ونتيجة لذلك تتراجع الثقة ، وتؤدي إلى تآكلها في المؤسسات ، حيث يشعر الموظفون الآخرون بأن النجاح ليس مرتبطًا بالجدارة ، مما يؤدي إلى خلق بيئة عمل سلبية ، ثم إلى تدني المعنويات والإنتاجية بين الموظفين ولايغيب عنا ، أن الأشخاص الذين يصلون إلى المناصب عبر هذه الأساليب قد يتمتعون بقدرات أقل على إتخاذ القرارات الصائبة ، مما يؤثر سلبًا على الأداء العام للمؤسسة
... ولمواجهة هذه الظاهرة ، يجب علينا ، تعزيز ثقافة الكفاءة والجدارة في التوظيف والترقيات ، وتطبيق إجراءات واضحة وشفافة في التقييم والترقية ، كل ذلك يمكن أن يقلل من فرص التلاعب ، كما أن الإستثمار في تطوير المهارات لدى الموظفين وبناء الوعي حول أخلاقيات العمل في بيئة العمل يحسن النتائج
... ويجب أن نوقن أن المتسلقين للمناصب يمثلون تحديًا للمجتمعات أيا كانت ، فهم فاسدون ومنافقون ومتاجرون ووصوليون وإنتهازيون ونفعيون ، كلهم مفسدون في الأرض ويسايرون الأحداث والتطورات ، بما يخدم مصالحهم ، وحاضرون في كل زمان ومكان ، وعلى مر العصور والدهور ، ومتواجدون في الساحات والميادين والأحزاب والتيارات والثورات ويتلونون بتلون أطياف المجتمع ، ويتألقون كالنجوم ويتملقون لمن لايحبون ، كل ذلك للوصول إلى أهدافهم ومآربهم الدنيئة ، حيث هم كالنباتات المتسلقة (الحامول والهالوك) ، لاتستطيع أن تشق طريقها إلى عنان السماء إلا إعتماداً على غيرها ، ولايستطيعون العيش في الحياة ، إلا متسلقين على نجاح الآخرين ، ويأكلون من حصاد مايزرعه غيرهم ، وشغلهم الشاغل التربع على أكتاف المجتهدين والناجحين
... وإلى لقاء في الجزء الرابع
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق