الحامول والهالوك 5
رؤيتي : د/علوي القاضي
... أحبابنا ؛ وصلا بما سبق ، إن في حياتنا العامة ، تتحول (الإنتهازية) بالإستمرار عليها إلى سلوك بشري متأصل ، يرتبط بشكل خاص بشريحة من البشر وهم : الكذابون ، المضللون ، المتملقون ، المحتالون ، المخادعون ، الوصوليون ، وكل أصحاب المصالح الذين لا يهمهم لاخلاق ولاقيم أثناء إصطياد الفرص وإنتهازها ، فالإنتهازية تستقطب نخبة معينة من الناس ، تعوض لهم (هرمونات) الشعور بالكبت والإحباط والشعور بالسطحية والدونية
... ولأن الإنتهازية بلغت من الخطورة بمكان ، يمكن تصنيفها في درجة الأمراض الإجتماعية الفتاكة التي تنخر في أساس المجتمعات وتهدد سلامتها
... والوصوليون يجيدون بيع الوهم للجمهور ، فالكل يبيع الوهم أشكالا وألوانا ، إلا من رحم ربي من المصلحين ، ويرحم الله الحسن إذ يقول ، (إن الذي يخوفك حتى تبلغ الأمن خير من الذي يؤمنك حتى تبلغ الخوف) ، لأن المصلحين يواجهون ولايجاملون
... والوصوليون ، عنوانهم (الغاية تبرر الوسيلة) ، تلك فلسفة الشخص الوصولي ، فهو كائن لايدخر وقتًا أو جهدًا في تحقيق أهدافه بالطرق الغير شريفة ، ويملك القدرة على الإستراتيجيات الدنيئة ، من أجل تحقيق طموحاته دون تقدير لمن يتعرضون للأذى بسببه ، ويحرص على أن يستفيد من الفرص المتاحة له ، أو يخلقها بغض النظر عما إذا كانت تؤذي الآخرين ، ويتضح أن هذا السلوك متجذر بشكل أساسي من الأنانية ، لكن المجتمع يعترف أيضًا بأن العديد من الأشخاص الذين يكبرون في بيئات غير سوية ، يطورون هذه الشخصية باعتبارها قادرة على البقاء
... ومنهم من يعتمدون على الثرثرة والتملق لتحقيق أهدافهم ، في حين يفتقرون إلى العمق أو الأخلاق ، فهم ثرثارون يكثرون من الكلام دون فائدة حقيقية ، ويستخدمونها لجذب الإنتباه ، فهم ضعفاء النفوس يبيعون قيمهم لأجل مكاسب مادية ، ولا يترددون في التودد لأصحاب النفوذ ، هم الذين يتسلقون نحو المناصب دون كفاءة ، معتمدين على العلاقات ، ورغم نجاحهم المزيّف المؤقت ، إلا أن الحقيقة تكشف زيفهم وتفضحهم في النهاية
... هؤلاء أيا كانت مسمياتهم (وصوليون أو إنتهازيون أو متسلقون) ، لا يعرفون ولا يفهمون إلا لغة المصلحة وصدق الشاعر :
.. إن قّلَ مالى فلا خل يصاحبني***وإن زاد مالي فكل الناس خِلّانى
.. فكم من عدو لأجل المال صاحبني***وكم من صديق لفقد المال عادانى
... نعوذ بالله تعالى من الذين إن أعطو منها رضو ، وإن لم يعطو منها إذا هم يسخطون ، لأن الشخص الوصولي ، صديق المصلحة ، فالأشخاص الإنتهازيون ، الوصوليون موجودون في المجتمع ، والعمل ، والعلاقات العاطفية ، والمجال السياسي ، لذلك يجب التعرف عليهم وإكتشافهم لقمع نفوذهم حتى لايضروا المجتمع ، وذلك بالتعرف على خصائصهم ، والطريقة التي يتصرفون بها ، وأهم مايكشف سترهم ويميزهم مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة)
... والتصور الشائع لهذا النوع من الناس هو سلبي لدرجة أن مصطلح (الوصولية) هو تحقير لصاحبه ، لأنه يعزى إلى المستفيدين ، وليس هناك قبول لهذا السلوك ، ويحدث الرفض من قبل الناس له ، إلى حد كبير على المدى الطويل ، عندما يكون الشخص معترفًا به بالفعل على أنه (وصولي) ، على الرغم أنه يستطيع أن يشغل موقعًا أفضل لو عدل سلوكه بشكل صحيح
... وإلى لقاء في الجزء السادس
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق