قلب غير قابل للقياس
بقلم جبران العشملي
لم يعد قلبي يضخ دمًا...
بل احتمالات،
كل نبضة هي فرضية،
كل رعشة خطأ مقصود في معادلة البقاء.
حين أحببتكِ،
تشظّت خرائط الكيمياء،
صارت ضحكتكِ وحدها تفرزني...
وأصبحتِ أنتِ،
مركبًا لم يُصنف بعد.
الجنون بوصفه حاسة سادسة
حاولتُ أن أفهمكِ بالمنطق،
ففشلتُ.
حللتُ ابتسامتكِ كظاهرة كونية،
ففقدتُ اتزاني الجاذبي.
الحب لا يُفسر،
هو الفيروس الوحيد الذي نصاب به طواعية،
بلا لقاح... بلا توبة
المرأة/المجهول
من أنتِ؟
جين طفولي سكن خلية وجداني؟
أم موجة كوانتية تربك مساراتي العصبية؟
أحبكِ كما يُحب المختل نظريته،
رغم استحالة البرهان،
رغم نفي العلماء.
أنتِ… صوابي المجنون.
الإشعاع الداخلي
ما أروعَكِ حين تكونين خارج المعادلة،
لا أرقام تُحتسب ولا قوانين تُطبق.
أنتِ خارج الزمان والمكان،
وأنا... في فوضاكِ أتحطم.
ضحكتكِ إشعاع،
لا يُقاس بالآلات،
بل بقلبٍ مُحطم يسكنه الوجود.
أنتِ البذرة والنهاية
هل أنتِ بذرة في داخلي؟
أم أنني بذرتكِ على أرضٍ لا نهاية لها؟
أنتِ كالأفكار الضبابية التي تتسرب في الوعي،
كنظريات تحاول أن تفسر وجودي دون جدوى.
من أنتِ؟
سؤالٌ بلا جواب،
جوابٌ بلا نهاية.
تصادم الروح والجسد
في كل مرة تلامسينني،
يتصادم جسدي بروحي،
كجسيمات شحنات متعاكسة ترفض الالتقاء،
ثم ينجذب كل منهما إلى الآخر.
أنتِ الهزة التي تجعل الكون يتفكك،
وأنا فوضى حبيباته.
ما تفعليه بي ليس علميًا،
بل هو الانفجار الأكبر الذي ينتج عنه كل شيء.
العاطفة كمركب كيميائي غير مستقر
حبكِ مركب كيميائي شديد الاضطراب،
لا يمكن تحليله ولا عزل عناصره.
كلما حاولتُ فهمكِ،
كلما ارتفع الضغط،
وكلما زاد الاحترار،
انفجرنا في تفاعلات لا تنتهي.
هل هذا هو ما يعنيه أن تكوني حبيبة؟
أن تكوني اشتعالًا دائمًا؟
هل تعرفين أن كل خلية في جسدي تتغير عندما تكونين قريبًا؟
أنتِ تنتقلين عبر خلاياي كما تنتقل الفيروسات في الهواء؟
وهل يحق لي أن أقول إنني أدمنتكِ؟
أم أنني فقط أعيش تغيرًا بيولوجيًا لا رجعة فيه؟
أن أكون أنتِ في داخلي، هذا هو المرض الذي لا أريد أن أشفى منه.
كيف يمكن للعقل أن يفسر هذا الوجود المتسارع؟
كيف لي أن أجد حلًا لتلك المعادلة التي تكتسبكِ كل يوم؟
هل الحب هو الوقت الذي نقضيه معًا، أم أننا فقط نخترع الوقت لنشعر به؟
قد تكونين الإجابة،
لكنني ما زلت أبحث عن السؤال.
نحن نعيش على حافة الهاوية،
تقف الأرض تحت أقدامنا، لكنها تهتز في كل لحظة،
أنتِ الحافة، وأنا القفز إلى المجهول.
الحب، هذا السؤال الذي لا ينتهي،
هو الحقيقة الوحيدة التي تُغنيني عن أي إثبات.
هل يمكن أن يكون الحب هو السر الأكبر؟
السر الذي لا يريد العلم أن يكتشفه؟
هل كل ما نحتاجه حقًا هو الجنون... الجنون الذي يجعلنا نؤمن بأننا نجحنا في اكتشاف الحقيقة؟
ربما.
لكن ما الذي نفعله حينما نكتشف أننا نحب شيئًا ليس له إجابة؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق