الثلاثاء، 13 مايو 2025

وطن لا تحمله الجغرافيا بقلم جبران العشملي

 وطن لا تحمله الجغرافيا

بقلم جبران العشملي

«ــــــــــــــــــــــــ☆☆ــــــــــــــــــــــــــــ» 


بين وطني وبيني،

علاقة لا تُفكّكها الكلمات،

كأنني وُلدتُ من ضلعه الأيسر،

أو كأن وجهه هو أول انعكاس رأيته في مرايا الغيب، قبل أن أُولد.


إنه حبٌّ يتجاوز الإدراك،

لا يتكئ على لحظة شعورٍ زائل،

بل يستند إلى جوهري، إلى كياني،

إلى السؤال الأشدّ خطورة:

من أكون... من دونه؟


وطني ليس حدودًا على خريطة،

بل الامتداد الحيّ لمعناي،

هو النصّ الذي تسبقه كلّ الهوامش،

النبض الأول في قصيدة وجودي.


أُريد لهذا الحب أن يظلّ مستيقظًا،

أحميه من الغبار، من صخب العالم،

ومن التصحّر الخفيّ الذي يأكل الأرواح،

ذلك الذي يحوِّل الإنسان إلى ترسٍ بارد في آلة لا تشعر.


أرعاه كما يرعى المرء احتمالات نجاته من العبث،

كأن حبّي له هو الجواب الأخير

في اختبار اللامعنى،

الطوق الوحيد في محيطٍ بلا ضفاف.


أخاف على هذا الحب من الخذلان،

أن يذوب بين الأصابع كالماء،

أن يسقط في فخّ التاريخ بلا شاهد،

بلا بكاء، بلا أثر.


لا أريد لوطني أن يصبح سردية منتهية،

أو خريطة شاحبة نُسيت ملامحها في ذاكرة الأمم،

لا أريده أن يُدفن في كتب الجغرافيا

كإمبراطورية ماتت دون أن تُفهم.


وطني...

هو السؤال الذي لا إجابة له،

هو الألم الذي لا يُحتمل،

هو الدهشة،

هو الامتحان الدائم لمعنى أن تحبّ شيئًا

أنتَ فيه... لكنّك عاجز عن إنقاذه.


تأمل ختامي:

هل الوطن هو ما نسكنه،

أم ما يسكننا؟

وهل يكفي الحبّ وحده لإنقاذه من موته البطيء؟


ربما...

لا وطن بلا حب،

لكنّ الحب، إذا فُقِد وعيه، إذا سُلبت حريته،

يخدر... يُنسى...

يموت،

كما تموت المدن في صمت الخرائط.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...