الفنان وهجُ الإبداع
بقلم: محمد كركوب الجزائر
يا راكبَ الحلمِ فوقَ السحابِ
تمضي كنجمٍ يُضيءُ الدُّجى
تحملُ في القلبِ سرَّ النقاءِ
و تسكبُ للكونِ ضوءَ الرُّؤى
ترسمُ بالنورِ دربَ الأماني
و تصنعُ للدهرِ لحنَ البقاءِ
كأنكَ في الأرضِ ومضةُ شمسٍ
و في الأفقِ وعدٌ بفيضِ الضياءِ
تُحلِّقُ في الحرفِ مثلَ الطيورِ
و تبني لحنكَ فوقَ المدى
فتنثرُ روحَ الجمالِ إرتقاءً
و تسقي القلوبَ حروفًا ندى
ففيكَ تُضيءُ الليالي الكسيرةُ
و فيكَ يُزهرُ صبحُ الزمانِ
و تسري الأماني إليكَ طروبًا
كأنكَ نبعٌ بروحِ الأمانِ
بقلبٍ نورانيٍّ عزَّتْ خطاهُ
و نورِ البصيرةِ في البؤبؤِ
يُدركُ دربَ الحقيقةِ يمضي
كنجمٍ تهادى بلا توجُّسِ
فما قيمةُ المجدِ إن لم يكنْ
نقاءُ الضميرِ و صدقُ اليقينِ؟
و ما نفعُ ألماسِ هذا الثرى
إذا لم يضيءَ دروبَ السنينِ؟
لا تساومْ الحكمَ و المعاني
و البلسمَ للأنينِ الحزينِ
فليست تُقاسُ بكنزٍ ثمينٍ
و لا تُشترى بالدُّرِّ الثمينِ
فكن شاعرَ الحقِّ دونَ إنحناءٍ
و صُغْ من رؤاكَ طريقَ الشعوبِ
و لا تبتغِ مجدَ مالٍ زَخُوفٍ
فأنتَ الخلودُ و نبضُ القلوبِ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق