الأحد، 8 يونيو 2025

رسالة إلى سعاد قبل الموت بقلم عبدالكريم ضمد الشايع

 رسالة إلى سُعاد قبل الموت


حبيبتي سُعاد وقلبي الذي ينبضْ، مرت أربعون عاما على آخرِ لقاءٍ بيننا كنتِ فيه عذراء وقلبكِ لا يملك غيري، يا ليتني أفرغتُ ما في جعبتي، يوم ذهبتِ غاضبة ولم أعطك السبب ضحيتُ من أجلكِ أنتِ احتراما لكِ وبعد ذلك لزوجكِ وأولادكِ بعدما هربتُ أنا ونفسي وأنتِ في قلبي، فأنتِ الحب الأول والأخير، لقد قُفِلَتْ أبواب قلبي بأقفالٍ وأختامٍ حُمر، حاولت أن أكسر قفلا واحدا لزوجتي وجدتهم جميعا من الفولاذ...

أي عشقٍ تركتي في جوارحي يا توأم روحي والدم الذي يجري في عروقي،

قرأت روميو وجوليت وقيس وليلى وعنترة وعبلة وكل عاشق ولهان، رأيت قلوبهم أبوابها موصدة بمفاتيحها إلا نارميتُ جميعها في أعماق المحيط،.

أي عشق بيني وبينكِ، وانا الذي ما لمستُ اومسستُ شعرة واحدة من جسمك الطاهر، وأنت كذلك يا سعاد مثلي ، حتى الشعرة السوداء التي سقطتْ مترنحة على حقيبتكِ البيضاء لم أجرأ أن أمسها، تبسمتِ لؤلؤا وتركتي قلبي يتأملها هائما بها ، فعيوننا هي التي ترسل رسالات دون حبر أو قلم، قلوبنا هي التي تنبض وشفاهنا صامتة.

أين أنتِ الآن يا سعاد، فرسالتي سأبعثها لك مع الأثير ونسيم الربيع لعلها تمر مرور الهواء في رئتيكِِ.

وداعا يا حبيبتي الغالية وداعا يا سعاد، فراش الموت هو من قال اكتب لها كن شجاعا أخبرها السبب لاتكن مثل إخوة يوسف، قل لها أن أختكِ 

هي التي أجبرتني بسلطانها ونفوذها.

وداعا سنلتقي يوما ما  في عالم الأرواح دون أن يمنعنا مانعا.

المرسل من على  فراش الموت


القاص والمسرحي عبد الكريم ضمد الشايع

  ٢٠٢٥


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...