أهل الله وخاصته .
ما أجمل وأروع وأفضل أن يكون العبد في عناية الله ورعايته ، نعم من الممكن أن تكون في حفظ الله ورعايته وعنايته وتوفيقه وسداده في كل أمور حياتك، لكن كيف يكون ذلك؟.
الأمر سهل وميسور بإذن الله ، ويتحقق ذلك بأن تكون من التالين للقرآن الكريم ، المتدبر لمعانيه وأحكامه ، العامل بما جاء به من أحكام ، روي الإمام ابن ماجه في سننه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ) .
القارئ للقرآن العامل به من أهل الله وخاصته أي من أهل ولايته وعنايته وتوفيقه وسداده ومعونته، أما من يحفظ أو يتلو من دون تدبر وتفهم وعمل ، فالقرآن يلعنه، ليست المسألة حفظ أو تلاوة ولكن حفظ وتلاوة وعمل وتأدب، روى الإمام ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( رب تال للقرآن والقرآن يلعنه، فإذا كان يظلم وهو يقرأ قول الله تعالى: ( أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ). {هود: 18}. فإنه يلعن نفسه.
وقد أكد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا المفهوم ، روي الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :: ( رُبَّ صائمٍ حظُّهُ مِن صيامِهِ الجوعُ والعطَشُ، وربَّ قائمٍ حظُّهُ من قيامِهِ السَّهرُ ) .
ويؤخذ من هذا الحديث الشريف أن الذي لم يصم قلبه عن الحقد والغل والكراهية والحسد لعباد الله ، ولم تصم جوارحه من لسان وسمع وبصر ويد ورجل وفرج عن الحرام فليس له أي أجر وما استفاد إلا الجوع والعطش .
والذي يقوم الليل بالصلاة من دون خشوع وخضوع وتذلل وتدبر وتفكر لما يقرأ وإتقان للأركان والسنن في الصلاة فلم يستفد من صلاته بشئ إلا أنه أتعب نفسه في القيام والقعود .
نُريد عباد الله تلاوة القرآن المعمول بها ، نريد صيام القلب والجوارح عن الحرام ، نريد الصلاة ذات الخشوع والخضوع لله حتى نحظي بعناية الله ورعايته وتوفيقه وسداده، فاللهم أعن ويسر ، فالخير بك ومنك ، والشر من أنفسنا والهوى.
بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق