(رفقا بالقوارير)
بقلمي : د/علوي القاضي .
... وصلا بما سبق ولأهمية المرأة الصالحة في حياتنا تحت مسمى المرأة الدواء والمرأة العلاج ، فلكلّ تلك الأسباب يكفي أن تمرّ المرأة (العلاج) في حياتنا كي تبقى فيها ، إنها امرأة تأسر قلبك إلى الأبد ، تمشي بخطًى واثقة مدركة ما يجري من حولها ، الأمر الذي يزيدها ثقة بحقيقتها
... فهي لا تعرف لا الكمال ولا عدم الكمال ، هي بكل بساطة كائنة ، بفضل هذه القدرة تساعد الآخرين على أن يكونوا فحسب ، وهذا الأمر يتطلّب أن تناديها ، عندئذٍ ستقاوم الأحكام المسبقة لأجلك وتخوض صراعاً مع محيطها ، وليس من السهل أن تكون (إمرأة للحب) ، لأن عليها أن تحارب كلّ ما يمنعها من أن تشعر بما تحمله كلّ لحظة ، وكل ما يحاول التحكّم بحقوقها ويُخضِع أحلامها ويقلّل من شأن حاجاتها
... ويسأل الفلاسفة ، في أي عمر تكون المرأة أكثر سعادة ؟! ، ويجيب أحدهم بأن المرأة (الدواء) هي أيضاً تلك التي تقول (كفى) وتمنع أيّ أحد من استعباد مشاعرها وتكون على حقيقتها ، ولا تشعر بنقص ما بل تحبّ من دون شروط وأبعد من أيّ إحتمال ، وهنا تجد نفسها على الميزان الذي يسحر التوازن العاطفي للمرأة
... ويؤكد الفلاسفة أن الحب عند المرأة ، ليس من أمر أقوى من أن تحرص على العناية بنفسها جسدياً ونفسياً ، وتتقبّل نفسها ، وتفهم حاضرها ، وتراعي ماضيها من خلال خبراتها ومعارفها وبذلك تشاركك المرأة الدواء ، عمق الوقت وتسمو بك أبعد ممّا تتوق إليه ، وتخبرك عن أهمية مراكمة الأحلام المحقّقة
... ويرى الفلاسفة أن في أعماق كل امرأة تختبئ محاربة ، تخفق وتشعّ ، تملأها بالأمل والقوة وتمدّها بأسلحة للمقاومة ، تلك المحارِبة الداخلية هي التي تضمد جراحها ، وتشفيها من كافة أنواع الخيانة والخداع والرفض التي واجهتها ، في داخلها ذلك النور الذي يجعلها تنضج وتصبح مثيرة للإهتمام ، ويساعدها على استعمال ذكائها وإدارة ذاتها واكتساب التوازن ما بين الحدس والمنطق ، وعلى اكتشاف فن تجميل الحياة ، والقدرة على المقاومة في مواجهة المِحَن
... ويرى الفلاسفة أن قلب (المرأة) ، بحر من الأسرار ، مليء بالأسماك التي تلمع في الظلام ، ما يجعله غريبًا وساحراً ، وهو شيء يجمع ما بين أعماق آلاف الأسرار ، إنه قلب ينبض من تلقاء نفسه وينفتح طيبة واحتراماً وأماناً وقوة وذكاء وحنان
... تلك هي الأسس التي تعيش عليها المرأة ، تلك التي ترى الحياة بطريقتها المعطاءة ولا تؤنّب نفسها ، بالتالي تتناغم الأفعال وتتوازن مع المشاعر والأفكار ، فهذه المرأة تعرف نفسها وتدرك ما هي عليه وما كانت عليه في الماضي وماذا يمكنها ان تكونه ، فأفضل دواء هو قبول الذات
... والمرأة القوية هي تلك التي تتخذ القوة والعزّة رداءً لها ، وتملك مفاتيح أبواب الروايات وجمال الحقيقة ، مع القليل من الحيوية ، ومجموعة الأهداف والأسباب التي تتمسك به
... وخلاصة ما تقدم ، فإن أفضل علاج للروح ، هو رقّة إنسان آخر ولطفه وتعاطفه وحسه المرهف مع من يصغي له (الشريك) إنسان يعامل نفسه باحترام ويعتبر الآخر كنزاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق