*إنكِسارات المِرآة*"*"
( المدينة المِرآة التي تشَوَّه سُكانُها ) "**"
شعر
اديب قاسم
آهٍ لَكَيفَ تمضي بِنا الحياةُ وفي دَمِنا عدَنْ
مِن فِكرٍ فلْسفيٍّ سياسي راشدٍ ساسَهُ الأدَبُ
وشوامخِ أعلامٍِ وأطوادٍ مُرتَـقى أدَبٍٍ وفَـنْ
لحضيض حُثالـاتٍ لذُرَى المجدِ ظنت تَـثِبُ
على شَفَـا حُفرةٍ من نـارِ عِـزَّتِـكَ يا وطَـنْ *"¹"*
ثُرنـا بهـا يَوماً ظنُّنا جذوَةَ شمسٍ لـا تـغـرُبُ
« يا لَشمسان الأبـي! » هزت عواطِفَنا زمَن
« شامخا في كبرياءٍ » وهـو لنا (أمٌّ وأبُ)"²"
ما ضرنا مستعمرٌ شأنَ ما بَعدَ عيشٍ ممتهن
لكننا اعتدنا (البغيضَ) ثورةً إذ نقول ونكذِبُ
حتى ارتضينا لا نُميطُ الأذى عن شعب عدن
تحت ظلالٍ واهياتٍ لا تُـقينا حَـرَّ ما يلـتهبُ
شمسٍ من اجسادِنا تأكلُ وأعيُنٌ تدفع الثمن
بانطفاءات الهواء والرضى بكل ما يُغضببُ
عدنُ لم تعد هنا الزمنِ الجميلِ وقل الحسن
فهلَّا مآلـاتٌ آتياتٌ لنا وعدن الغد منا تهرُبُ "³"
ـــــــــــــــــــــــــــــ
"*" الانكسار ومنه انكسار المِرآة : الشعور بالانفصال عن الواقع ، والغضب واستنكار الحدث وعدم تقبله . وعليه يتظاهر الشعب احتجاجا على انقلاب الموازين ، وانفلات وتفلت معايير الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ــ الحُرَّةِ الكريمة العزيزة .
"**" عنوان دراسة للأديبة الناقدة لطفية الدليمي لرواية أحمد زين « ستيمر بوينت »
"¹" الشفا : القليل من الشيئ ؛ ومنه شفا الهلال البقية منه قبل أن يختفي ، شفَت الشمسُ : مالت إلى الغروب .
"²" نبرة من قصيدة شاعر عدن لطفي جعفر أمان المُغنَّاة « يا بلادي » .
"³" تقدم رواية « ستيمر بوينت » برؤية تحليلية نقدية متقنة بناءّ على مقولة تشرشل : « إمبراطوريتنا تبدأ من أسوار عدن » صورةً حية لمدينة كوزموبوليتانية تسكنها أعراق متباينة من أوروبيين وأفارقة وآسيويين . إنطلاقا من عام 1967 وبالتحديداليوم السابق لانتهاء الاستعمار البريطاني لمدينة عدن وإعلان استقلالها ، مارا بسنوات التحولات الكبرى التي طرأت على المدينة وما تلا استقلالها من خيبات وانكسارات فيروي حكاية عدن الأمس بسرده الساحر ولغته المنظبطة إلى ما يحصل اليوم في عدن من استقطاب وحروب أهلية يذكي حرائقها صراع عرقي وطائفي ــ قبلي تغذيه تدخلات خارجية مشبوهة . وتحتضن عدن المأسورة بين البحر والجبال كل هذه التناقضات المجتمعية والسياسية والاقتصادية لا تنصهر في غليانه ولا تتمازج مكوناته .. ويستنكر أحد الضباط الإنجليز على عدن وقد عدها البريطانيبون ثالث اهم ميناء عالمي بعد ليفربول ونيويورك ـــ سعيها للتحرر عبر حركات مقاومة مستميتة لم تكن لتتوفر على رؤية واضحة للغد ،
ولا تتردد هذه الرواية
الجريئة في الاعتراف بالإيجابيات التي أحدثها الاستعمار في بنية المدينة الاجتماعية والاقتصادية ونسيجها الحضري المناقص للإقليم الجغرافي المجاور لها ...وترى الباحثة الناقدة لطفية الديلمي عدن مدينة محاصرة بالذكريات .
ونتوقف على عمق هذا النفق غيرَ ما كان له قبلُ من إشراقات فاءت بها عدن على ما حولها .. وما هو إلا *« لمثوبةٌ من عند الله خيرٌ »* وتزكية بثيمة الشعر *« زهرتي بستانٌ وسط الصحراء » ، وجوهرة في عقد الأديب الكبير محمد عمر بحاح *« عدن .. ذاتَ زمن »* ما أغفِلَ بها التاريخُ ذِكرَهْ ، ولا نسيَ بها الزمان عُمرَهْ .
🔳🔳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق