بمجرد انتهاء دورة الأغرار و الفنية و الاختصاص في الأول من نيسان 1979 تم فرزي إلى الفوج39 إشارة، و بعد يومين من وصولي إلى الفوج تم استدعائي إلى مبنى القيادة لمقابلة الرائد /إسكندر.ع/قائد الكتيبة الأولى التي تم فرزي إليها
بصراحة كنت بحكم تربيتي في بيت أهلي - و هي التربية التي إمتازت بشدة و صرامة - و بحكم الطريقة المهينة المبتذلة التي تتعامل بها المؤسسة العسكرية مع أفرادها الذين غدوت واحدا منهم، رأيتني بحكم ذلك كله شابا خجولا انطوائيا يتلعثم في الكلام و يتوجس خيفة من أقل الناس شأنا
تهيبت و أنا أنقر على باب غرفة الرائد إسكندر الذي بدا لي أول مرة أشاهده فيها أنه متقلب المزاج و الأطوار و ذو طباع حادة
أذن لي بالدخول، قدمت له التحية و بتلعثم قدمت اسمي و رقمي العسكري، نظر إلي بهدوء مع شيء من حدة، و قال: = هنت شو ؟ =
لم أفهم قصده من سؤاله غير أني تذكرت ضابط الوحدات الخاصة يوم كنت في مركز تجمع أفراد النبك حين سخر من لحيتي.
آثرت أن أظل صامتا، و هنا كرر السؤال بقوله: = شو قصة هالذقن ؟ =
سيدي تلك سنة عن نبينا الأكرم
بطريقة تهكمية قال شو يعني سنة؟
[ كنت في ذلك الوقت فقير علم و لم أكن متمرسا على ردود العلماء، بل لم أكن على دراية و علم كاف بالمدارس الفكرية و الفلسفية ولا بالآيدلوجيات ذات النزعة الحزبية المنتشرة آنذاك ]
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق