--- ---
"التفاتة أخيرة "
لا ألتفت بعدها ..
تدفن كل شيء، من جراح ماضيّ
تسدل ستائر الحياة ،
على كل زاوية مظلمة فيه..
لن ألتفت لزمن مضىٰ
والشمس تعلن شروقها
أصنف الأشياء ؛ وللأمور أحدد
أفك قيودي العابثة ،
أنظر لبصماتي الجميلة ،
والتوقيع عليها...
أتابع خطواتي ،
لا أجعل الزمن يغتال لحظاتي
وإن كانت الرحلة طويلة ..
لن ألتفت لزمن انقضىٰ
فات ؛ ووقته نفد
سأغير العناوين..
أكتب على صفحات صدري
كلمات تبث أريج العطر ،
والصفح الجميل ..
لن ألتفت لأيام أفلت ؛
ويخونني تدقيق التفاصيل..
لا أصغي لصداها ؛
لتنجرف حواسي ،
وتنعطف أحاسيسي تجاهها
أخطط ؛ أرسم طريقي المحدد
الأقرب والمرتقب
لا للبكاء علـىٰ الأطلال ،
و الأمس ذهب
أجدد الإطارات ،
أنقش عليها أروع العبارات،
وأمامي أضع التغييرات ..
"التفاتة أخيرة "
لن ألتفت بعدها
لكبيرة كانت ،أو صغيرة
لا أدع أطياف الماضي
تعسر سيري ؛ تترصد
أقف مع الذات ،
أعكس المرآة،
أعيد النظر ،
لن أجعل حجم الشأن يكبر
يتشابك ، ويتجذر
وأخلق منه قضية ؛
تطوقني ، تحاصر مكاني ،
وفي كل وجهة سبلي أتعثر
أخاطب قلبي ،
أعيش أملي ،
لأصل المراد والمقصد
فالعمر قصير؛أجل محدد
فلا أتردد
"أعفو" ، عمن ترك رضة؛
وشرخا عميق الأثر
كان بقصد أو بغير قصد
فارقتنا الأعوام ،وتُفارقنا المسافات
ابتعدت عنه، وعني ابتعد ..
"التفاتة أخيرة "
أقطع حبل المعاناة ،
أزيل ظلام الحيرة ،
أتذوق سعادة الحياة،
فالأفئدة مخفية ؛
كل منها تعاني ندوبا نفسية
"أمحو"، الأدران المتبقية
تختفي و تندثر
أصافح ، أسامح
لنفسي أصالح
أتنفس ، أسمع أوتار روحي ..
أرسم عليها أياما تتجدد
تمتزج بالصفاء ، تعزفها الرياح
والأمطار الفضية ،
تروي الجذوع البائسة
تورق أغصانها وتزهر
يعلو رنين الأفراح
وتسري في دمي الطمأنينة ؛
في أعماقي تتجسد ..
تعم جوهرة الفؤاد ..
لتسيطر على ملامحي نعمة الارتياح .
بقلمي أمينة موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق