الجمعة، 24 أكتوبر 2025

التفاتة أخيرة بقلم أمينة موسى

التفاتة أخيرة
--- --- 

"التفاتة أخيرة "  

لا ألتفت بعدها ..

تدفن كل شيء، من جراح ماضيّ 

تسدل ستائر الحياة ،

على كل زاوية مظلمة فيه..

لن ألتفت لزمن مضىٰ 

والشمس تعلن شروقها 

أصنف الأشياء ؛ وللأمور أحدد 

أفك قيودي العابثة ،

أنظر لبصماتي الجميلة ،

والتوقيع عليها...

أتابع خطواتي ،

لا أجعل الزمن يغتال لحظاتي 

وإن كانت الرحلة طويلة ..

لن ألتفت لزمن انقضىٰ 

فات ؛ ووقته نفد  

سأغير العناوين..

أكتب على صفحات صدري 

كلمات تبث أريج العطر ،

والصفح الجميل ..

لن ألتفت لأيام أفلت ؛

ويخونني تدقيق التفاصيل..

لا أصغي لصداها ؛

لتنجرف حواسي ،

وتنعطف أحاسيسي تجاهها 

أخطط ؛ أرسم طريقي المحدد 

الأقرب والمرتقب 

لا للبكاء علـىٰ الأطلال ،

و الأمس ذهب 

أجدد الإطارات ،

أنقش عليها أروع العبارات، 

وأمامي أضع التغييرات ..

"التفاتة أخيرة "

لن ألتفت بعدها 

لكبيرة كانت ،أو صغيرة 

لا أدع أطياف الماضي 

تعسر سيري ؛ تترصد 

أقف مع الذات ،

أعكس المرآة، 

أعيد النظر ،

لن أجعل حجم الشأن يكبر 

 يتشابك ، ويتجذر 

وأخلق منه قضية ؛

تطوقني ، تحاصر مكاني ،  

وفي كل وجهة سبلي أتعثر

أخاطب قلبي ،

أعيش أملي ، 

لأصل المراد والمقصد 

فالعمر قصير؛أجل محدد 

فلا أتردد 

"أعفو" ، عمن ترك رضة؛ 

وشرخا عميق الأثر 

كان بقصد أو بغير قصد 

فارقتنا الأعوام ،وتُفارقنا المسافات 

ابتعدت عنه، وعني ابتعد ..

"التفاتة أخيرة "

أقطع حبل المعاناة ،

أزيل ظلام الحيرة ،

أتذوق سعادة الحياة،

فالأفئدة مخفية ؛ 

كل منها تعاني ندوبا نفسية 

"أمحو"، الأدران المتبقية 

تختفي و تندثر 

أصافح ، أسامح 

لنفسي أصالح 

أتنفس ، أسمع أوتار روحي ..

أرسم عليها أياما تتجدد 

تمتزج بالصفاء ، تعزفها الرياح 

والأمطار الفضية ،

تروي الجذوع البائسة 

تورق أغصانها وتزهر

يعلو رنين الأفراح 

وتسري في دمي الطمأنينة ؛

في أعماقي تتجسد ..

تعم جوهرة الفؤاد ..

لتسيطر على ملامحي نعمة الارتياح .

بقلمي أمينة موسى

طنجة المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...