الجمعة، 3 أكتوبر 2025

ذكريات مع الشنطة المدرسية بقلم عبدالرحيم العسال

ذكريات مع الشنطة المدرسية
=================
    كم هو جميل أن ترى ابنك أو بنتك وهم يرتدون حقيبة المدرسة التي يئن كل واحد مما فيها من الكتب ولكن الحمل الآن على الظهر والاكتاف. وعندما أعود بالذاكرة الي الخلف في الزمن أيام كنا صغار كانت لنا حكايات مع الشنطة المدرسية التي كنا نسميها ( خريطة). 
       هذه الخريطة التي كنا نضع فيها حاجاتنا المدرسية من كتب وادوات مدرسية كانت تصنع من القماش ( الخلق) بفتح الخاء واللام ولم يكن يعرف التلاميذ الفقراء غيرها ثم تطورت الأمور ورحنا نصنعها من بلاستيك اجولة السماد (الكماوي) ويا سلام لو كان لها سستة من فوق يبقى الأمور عال على الآخر. وكنا نتفنن في جعل جيوب لها من الداخل أو الجنب. ثم تقدمت الأمور مع الزمن وسمعنا عن الشنط الجلد التي كانت تعرض في المكتبات وفاترينات العرض في المحلات التي تبيع اللوازم المدرسية. بدأنا ننظر على الشنط القماش المصنوعة من شكاير الكماوي على أنها موضة قديمة ورحنا نتطلع الي تلك المعلقة في واجهات المحلات ونعافر مع الآباء والأمهات لكي نشتري واحدة منها على اعتبار اننا طلاب مدارس ولسنا اقل من اولاد فلان وفلان. مع انه في نفس الوقت كان هناك البعض الذين كانوا يحملون الكتب في ايديهم أو في ورقة جرنال قديم او شنطة حديثة عبارة عن قطعة من اليلاستيك الانيق التي بها جيب للاقلام وخلافه فكنت تنظر في الشارع ونحن ذاهبون الي المدارس فتري العجب فهذا يحمل خريطة وهذا شنطة بلاستيك وهذا يحمل كتبه في يده وهذا لحقه التطور فصار يحملها في حقيبة حديثة من المعروض في واجهات المحلات ثم جاءت فترة السفر إلى الخارج وظهرت الشنطة السمسونايت التي عاد بها الآباء الذين كانوا يعملون في ليبيا أو الخليج فصارت عنوان الغنى والأناقة وكان القليل من يحملها حتى كان يحفظ اسماء أصحاب هذه الشنط ويشار إليهم بالبنان خاصة وان لها رقم سري حتى لا يسرق ما بداخلها. 
         وكنا نحمل في الشنطة المدرسية كل شيئ من كتب وكراسات للواجب واقلام الحبر السائل والجفاف والرصاص والبراية والاستيكة التي كانت تختلف من شخص لآخر فهذا معه استيكة من المكتبة وهذا يمسح بقطعة جلد وهذا بسدادة زجاجة الدواء البلاستيك وكذلك الفرار ( البرجل ) والمثلث والمنقلة ولم نر الآلة الحاسبة الا مؤخرا. كانت هذه الشنطة مستقلة بذاتها ومختصة بالكتب فلم يكن هناك مكاتب في البيوت الا للاغنياء وإنما كانت تربيزات خشبية وحولها كراسي ذات ارجل تطوي كنا نشتريها من السوق للمذاكرة وهناك من كان يذاكر على الحصير على الأرض أو على الطبلية أو الطشت يقلب ويذاكر عليه وكانت الحقيبة معك على كل حال لا تفرق التلاميذ. 
        هذه بعض الذكريات عن الشنطة المدرسية زمان ومن شاء ان يضيف فليتحفنا بما عنده. وهذه الصورة نعطيها للجيل الحال ليرى كيف عاش الآباء من جيل العظماء. 

(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...