#بقلمي ياسمين عبد السلام هرموش
#بريشة بشرى عطر القداح
وجهُها خريطةُ الدهر
محفوفةٌ بتجاويفِ الصبر
تروي حكايةَ البيداءِ حين عطِشت
فلم تَشْكُ،
بل أنبتت نخلًا في جوفِ الرِّياح.
تحتَ جبهتها نُقشتْ سطورُ الشمسِ
لا تُغضبها الأعوام،
بل تُنقّيها كالرملِ
حين يعصفُ به الزمنُ
فيصيرُ ذهبًا.
عيناها بئران من ندمٍ وحكمة،
تسكنُ في عمقهما نوارسُ الغياب
وتلوذُ بهما أسرارُ القوافلِ
العائدةِ من التيه.
تجاعيدُها خرائطُ ملوكٍ ضاعوا
وعادوا على ملامحها توّابين،
تقول كلّ خطٍّ:
"ما خُلقَ الوجعُ إلّا ليوقظَ النورَ في الجسد."
شفاهُها نبعُ سكونٍ
مرَّ عليه الدهرُ ولم يُفسده،
تخبّئ بين طيّاتها صلاةَ الرضا،
وتنطقُ بالحكمةِ حتى في صمتها.
كفُّها نخلَةٌ باسقةٌ
لم تنحنِ إلّا لله
تُخفي بين الأصابعِ
خاتمَ البحر، ومِلحَ الانتظار.
وحين تضحكُ
يفرُّ الحزنُ من فمها
كطيرٍ أُطلِقَ من قفصِ الأبد.
هي امرأةٌ لو لامسَها الليلُ، لخشع،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق