(رفقا بالقوارير)
بقلمي : د/علوي القاضي .
... بعد كل ما ذكرت من وصف للمرأة من ملائكية وشفافية وشرح وتوثيق ، هنا سؤال يطرح نفسه ، هل ممكن أن نجد إمرأة تخرج عن هذا التقييم والتكوين الملائكي ، وتتحول إلى إمرأة شيطانية شريرة ومتوحشه وقاتلة ؟!
... يقول علماء النفس والسلوك والإجتماع نعم ! ، ممكن أن يتحول الملاك إلى شيطان ، ولكن متى ؟!
... إذا تعرض لأزمات وشروخ وجروح وندوب بالنفس البشرية من المجتمع ، تجعل منه شيطانا ، عدوا لنفسه وللبشر ، وهذا ماحدث فعلا !!
... (ماري لويز) ، أطلقوا عليها (سفاحة الرجال)
... كانت طفلة من أسرة متدينة حياتها كانت مستقرة ، ولكن كل شئ إنقلب بعد وفاة والدتها حينها شعرت أنها وحيدة ، وأن كل الذكور من حولها وحوش ، كانت صغيرة السن ويولى رعايتها رجال أسرتها ولكنهم كانوا معدومي الضمير
... ذات ليلة إستيقظت فزعة وهي في أحضان أحد أعمامها يحاول أن يعتدي عليها ، ولكنها تمكنت ، من التخلص منه ، وكانت تسأل بينها وبين نفسها ماذا يفعل ؟! و لماذا يتواجد في سريرها ؟! ، هل يحاول أن يغتصبها ؟!
... حينها شعرت ماري بغضب تملكها ، واستمعت قواها وانقضت عليه ، ولم تتركه إلا بعد أن ضربت رأسه بقوة فشقتها ، ولم تعرف ماذا تفعل فهربت على الفور ، كبرت وأصبحت شابة درست الأدب والفلسفة وعلم النفس كانت (ماري لويز) تحاول جاهدة ، أن تتخلص من عقدتها من الرجال تدريجيًا ، وحين قابلت (جاك) شعرت أنها تخلصت من عقدتها تمامًا ، وعادت لها الثقة في الرجال ، تقربت من (جاك) ونشأت بينهم علاقة حب تكللت بالزواج ، وكان جاك رومانسي ويحرص على أن يسمعها الكلام الجميل ، فكان يخبرها برغبته في أن ينجب منها ثلاثة أطفال ، جميعهم ذكور الأول ضابط والثاني طبيب والثالث مزارع
... كانت الحياة وردية هادئة إلى أن إنقلبت حياتها من جديد ، حين وجدت (جاك) مع فتاة في غرفة نومها وترتدي ملابسها ، يردد على مسامعها نفس كلمات الغزل ، التي كان يخبرها بها وبنفس أحلامه ، عن الثلاثة ذكور ، شعرت (ماري) حينها أن عالمها ينهار فلم تتمالك نفسها ، إلا بعد أن أطلقت رصاصة قاتلة عليه بكل هدوء ، ومن ثم طلبت من الفتاة أن تخلع عنها ملابسها وتنزل إلى الشارع عارية كما هي وإلا قتلتها ، وكانت تشعر بكراهية شديدة لـ (جاك)
... حينها حدثت نفسها بعنف وأنهتها عن الأحلام والآمال وعن حب الأطفال، وكانت ترى أن الأطفال سيكبرون ويتحولون إلى رجال وحينها سيخدعون الفتيات في كل مكان ، إتخذت ماري حينها قرارا بإنهاء هذه المأساة وحماية كل الفتيات من خداع الرجال
... سافرت إلى الريف ، حين وجدت عرسًا قررت أن تترجل من سيارتها وتدخل إلى مكان الحفل ، وبكل هدوء ووضعت السم بكأس العروسين ، وانطلقت مسرعة ، رصاصات مسدسها على كل طفل تقابله في الطريق ، وقتلت عشرة أطفال وكانت تردد ستكبرون وتتحولون إلى رجال ، وتخدعون الكثير من الفتيات ، لذلك سأنقذ جميع النساء من الألم الذي أشعر به الآن
... كان من الممكن أن تصبح (ماري لويز) أستاذة كبيرة في الأدب والفلسفة ، أو مطربة ذات صيت واسع ، ولكن الخيانة من الأهل ومن الحبيب ، حولتها إلى سفاحة تقتل بدماء باردة ، وإلى مجرمة تقتل دون شفقة ، ولديها كل مشاعر الحقد والكراهية والغضب للآخرين
... إنتهت رحلتها بالقبض عليها، وتم إعدامها ، لكن عدد ضحاياها ظل مجهولًا
... القصة تعكس تحولًا مأساويًا من الضحية إلى الجلاد ، نتيجة صدمة نفسية عميقة لم تُعالج ، فهي لم تكن مجرمة بالميلاد ، بل ضحية خيانة مزدوجة
... في علم النفس سلوكها يُصنف ضمن إضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) مع ميول إنتقامية شديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق