بقلمي : د/علوي القاضي .
... وصلا بما سبق ، فإن علماء النفس يؤكدون أن الإنسان الذي يعاني من القلق يحتاج إلى ثلاث مراحل ليتخلص منه : ، ★ أن يفهم نفسه ويكتشف قدراته ويزيح النقاب عن رغبته الحقيقية ومداها ومنبعها ويفهم واقعه وإمكانياته ، ★ ثم يقطع حبل التصور والخيالات التي تغذي قلقه ، وبهذا يضع حدا لجموده الداخلي ، ★ ثم يلقي نفسه في شعور جديد وتجربة جديدة بدون تحفظ وبدون خوف ، ولا يهم طبيعة التجربة حلوة أو مرة ، كريهة أو جميلة ، لأن المهم هو لذة الإكتشاف
... وبهذا يستعيد الإنسان قدراته على التكيف ويشعر أنه إسترد نفسه ، ويضع يده على عصا القيادة من جديد
... ولكن قد يلجأ الإنسان القلق إلى أسوأ الحلول بالهروب في المقاهي وإدمان التدخين والمخدرات ولعب القمار والعادة السرية
... فترة الهروب هذه تعتبر فترة ساقطه في حساب العمر ، والعلاج الحقيقي لا يكون إلا بالمواجهة
... إن المصل الواقي من القلق هو (ساعة) نقضيها في الفراش قبل أن ننام ، نفكر فيما فعلناه ونزنه بميزان موضوعي هادئ
... وإذا عرفنا أنفسنا تمكنا من قيادتها ، وإصلاحها حينما تعطب ، هذه المعرفة للنفس أولا بأول بالإضافة إلى وجود هدف كبير في الحياة يمتص الأهداف الصغيرة ، وإيمان عميق ، وتعلق كبير تتضاءل أمامه التعلقات الصغيرة ، هو السبيل الحقيقي للوقاية من القلق
... وبهذا تكون نهاية القلق بمعرفة النفس ، فمعرفتك بنفسك هي خطوة النجاة الأولى ، فإذا عرفت نفسك قادتك إلى معرفة خالقك ، وقديما قالوا (إعرف نفسك تعرف ربك)
...ومن أفضل ماكتب في هذا الموضوع كتاب (إزالة القلق) للكاتب (د. جود بروير)
... هذا الكتاب يقدم دليلًا عمليًا لفهم القلق وإدارته باستخدام العلم العصبي والتأمل الواعي ، مع إستراتيجيات قابلة للتطبيق في حياتك اليومية
... ومن الأفكار التي تناولها الكاتب ، ★ (فهم القلق) أنه ليس مجرد شعور عابر ، بل نتيجة تفاعل معقد بين الدماغ والجسم ، وقد يتحول إلى عادة سلبية ، ★ (القلق كعادة) يتكون من ثلاث حلقات ، * الزناد (المثير) ، * الروتين (السلوك) ، * المكافأة (الراحة المؤقتة) ، ★ (كسر الحلقة) عبر الوعي والتأمل ، يمكن ملاحظة الأفكار القلقية دون الإنغماس فيها ، واختيار إستجابة جديدة أكثر هدوءًا ، ★ (التعاطف الذاتي) أي تقبّل نفسك ومشاعرك بلا قسوة يقلل التوتر ويحسّن الصحة العقلية ، ★ القيام بـ (أدوات عملية) بأن تتنفّس بعمق ، أو كتابة يومية ، أو تمارين يقظة ، ودمجها في الروتين اليومي ، ★ ممارسة (التأمل) ، يعيد تدريب الدماغ على الإستقرار ويقوي القدرة على التعامل مع القلق ، ★ إنشاء (العلاقات) ، ووضع حدود واضحة والتواصل الفعّال يقللان من التوتر العاطفي والمهني ، ★ ثم (الإستمرارية) والإلتزام بالممارسات الصحية وبناء شبكة دعم يضمن تحسنًا طويل الأمد ، ★ الإستفادة من (الأبحاث العلمية) تثبت فعالية التأمل والتعاطف الذاتي في خفض القلق وتحسين جودة الحياة ، ★ والإهتمام بـ (القصص الملهمة) لأنها نماذج حقيقية لأشخاص تخلصوا من القلق عبر هذه التقنيات
... إذا إزالة القلق ليست معجزة ، بل مهارة تُكتسب بالتدريب والإلتزام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق