بقلمي : د/علوي القاضي .
... وصلا بما سبق ، فالقلق كما يصيب الأشخاص يصيب المجتمعات والدول
... لذلك فهناك وجهات نظر مختلفة حول ما إذا كانت الدول الغربية قلقًة من الإسلام من عدمه ، لأن هناك دلائل تشير إلى وجود قلق غربي بسبب مخاوف من تفوقه المتراجع ، وتزايد الهجرة لدولهم ، والتنوع الثقافي ، واعتناق بعض الأيديولوجيات ، بما في ذلك الرهاب من الإسلام الذي يرتبط بمخاوف من تأثير الإسلام على الثقافة الغربية
... ويؤكد المفكرون على أن هذه المخاوف ليست وليدة العصر ولكن لها جذور تاريخية وعقائدية وسياسية
... بينما يشير آخرون إلى أن الخوف المبالغ فيه من الإسلام يمكن أن يغذي فكرة التطرف ، ويؤكدون على أهمية فهم أسباب هذا القلق بدلاً من مهاجمته
... والأسباب الحقيقية للقلق في الغرب هي الخوف من تأثير الإسلام على ثقافتهم حيث يرتبط القلق بـ ، ★ تزايد (تأثير الإسلام) وتعدد الثقافات في الغرب ، حيث يخشى البعض من أن يؤدي ذلك إلى (تفكك) الثقافة الغربية ، ★ (التاريخ والسياسة) فهناك أسباب تاريخية وسياسية لهذا الخوف ، تمتد من الصراعات الدينية التاريخية إلى المصالح السياسية المتضاربة ، ★ (المخاوف الأيديولوجية) فينظر البعض إلى الإسلام على أنه عقيدة مختلفة وتهديد للمصالح الغربية ، بينما يرى آخرون أن المبالغة في تقدير خطر الإسلام يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التطرف ، ★ (الخوف من الهجرة) فقد أدى تزايد هجرة المسلمين إلى أوروبا إلى مخاوف من تأثيرهم على الثقافة الغربية والمجتمع بشكل عام ، ★ القلق من (تراجع الهيمنة الغربية) حيث يشير بعض المفكرين إلى أن القلق ينبع من شعور الغرب بأن تفوقه يتآكل ، وأن الفجوة بينه وبين العالم الإسلامي تتقلص ، ★ (وجهات نظر بديلة الرهاب) من الإسلام لذلك يرى بعض المحللين أن الخوف من الإسلام هو نوع من (الرهاب) الذي يرتكز على القلق من التعدد الثقافي ، ★ (الخوف من التطرّف) فيحذر البعض من أن التركيز المبالغ فيه على الإسلام يمكن أن يغذي فكرة التطرف ، بدلاً من معالجته ، ★ (أهمية فهم أسباب القلق) ، يرى البعض أن أفضل طريقة لمعالجة القلق هي تحدي التحليلات الخاطئة والمخاوف المثيرة
... لذلك إنحصر فكر الغرب في مقولة : (إن هوسنا بالإسلام لن يجعل الصراع الحضاري أبديًا فحسب ، بل سيؤدي أيضًا إلى تفاقم إستياء وإحباط ملايين المسلمين)
... لذلك يمكن القول أن هناك قلقًا غربيًا من الإسلام ، ولكنه ليس شعورًا موحدًا يشمل (الغرب) بأكمله أو يشمل كل جوانب الإسلام ، ولكن يتعلق الأمر بظاهرة أكثر تعقيدًا تتراوح بين (مخاوف سياسية وثقافية ومجتمعية) ، وتُعرف غالبًا باسم (الإسلاموفوبيا)
... وتتجلى أبعاد هذا القلق فيما يلي ، ★ (ظاهرة الإسلاموفوبيا) ، هو مصطلح يشير إلى الخوف أو التحيز أو الكراهية ضد الإسلام والمسلمين ، فقد تفاقمت هذه الظاهرة بعد أحداث 11 سبتمبر ، حيث ساهمت وسائل الإعلام وبعض المؤسسات في ربط الإسلام بالإرهاب والعنف في نظر قطاعات من الرأي العام الغربي ، ★ (المخاوف المجتمعية والثقافية) ، يرجع بعض القلق إلى نقاشات حول التعددية الثقافية والهجرة وتأثير الثقافة الإسلامية على المجتمعات الغربية ، هناك تخوف من تأثير القيم الإسلامية على النظم العلمانية والقيم الليبرالية الغربية ، ★ (الإسلام السياسي) والحركات المتطرفة ، ينظر بعض المحللين إلى أن القلق الغربي موجه للإسلام بشكل عام وبشكل خاص للجماعات المتطرفة (في نظرهم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق