في حقلٍ متعبٍ
تغسلُ النِّساءُ
أعشابَ الحزنِ
بماءِ القطن
ويمسحنَ العَرَقَ
عن وجوهٍ
تعلّمنَ
أن يُخْبِزنَ الصبرَ
كما يُخْبَزُ الرمل.
الكتابُ مفتوحٌ
على صفحةٍ من لحم
واليدُ التي تَقْرأُ
هي ذاتُها التي تَجرَحُ
تُمسِكُ المبضعَ
كما لو كانَ نايًا
يُدرِّبُ الوجعَ على الغناء.
صيّادونَ من صَدَفٍ
يَجُرّونَ شِباكَهم
من مقبرةٍ إلى أُخرى
وفي بطونِ الأسماكِ
تُضيءُ عظامُ البهائمِ
مثلَ قمرٍ مكسورٍ
ينادي رغيفًا
لم يُخبَز بعد.
الأجسادُ
ألواحٌ من نفاياتٍ تصلّي
تُقيمُ حياةً مستحقةً
في الظلِّ القصيرِ
لِعَدالةٍ غائبة.
وعلى حافةِ الحقل
تتدلّى القصيدةُ
كأنّها يدُ أمٍّ
تُرَبّتُ على جثةِ الأمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق