في رُكنِ الوِحدةِ، يتجسَّدُ الحُزنُ كظِلٍّ ثقيلٍ لا يبرَحُ المكان. هيَ لَيالٍ طِوالٌ، سُكونُها يُضاهي صَرخَةَ قلبٍ مَكسور. أَتَساءَلُ أينَ اختَفَتْ أَلوانُ الأَمس؟ لم يَبقَ سِوى رَمادٌ باردٌ يَشهَدُ على اِحتراقِ رُوحٍ عَطشى لِلسّلام.
الدّمعةُ الآنَ لم تَعُدْ مِلحاً، بل أَضحتْ نَهرًا صغيراً يَروي قِصَّةَ الجَفاء، يَرسُمُ على الخَدِّ خارِطَةَ الأَلَمِ الغائِر. هذا الجُرحُ ليسَ جُرحاً في لَحمٍ، بل شَقٌّ في صَميمِ اليَقين، يُعلِنُ اِنهيارَ كُلِّ ما بَنَتهُ الأَماني.
نَحنُ الآنَ غُرَباءٌ في مَوطِنِ الأَحلام، نَحمِلُ أَثقالَ ذِكرياتٍ أَصبَحَتْ كَسَلاسلَ تُقيِّدُ الخُطى. متى يَنقَضي هذا اللّيلُ البَهيم؟ مَتى تُشرِقُ شَمسٌ لا تَعرِفُ معنى الوَداع؟ نَرجو نِسياناً يَمسَحُ خَطايا القَدر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق