بقلم حفيظة مهني
_____________
نبض واجف يحاور عتمة المضي ..و خيبة أخرى تستلقي على بساط من رهاف ...بين شغف اللجوء و لوع الرجوع أمتطي تناهيدي ... إنها قلوب يا صاحبي واقفة على طوابير الولهات تنتظر قدوم الغروب أو صحوة الصبح... تشتم عطره الفواح على أذرع الياسمين ... ترنو لإصلاح ما أتلفه الليل من عناد ... و كبر .... تمشط ساعات التغافل بأنامل من لين لتلملم قلوبا بعثرها الهجران ...آه ... لقد أوصدت أبوابي و تركت مشاعري الثائرة خلف قضبان من حديد و أهات و جد لن يخمدها الترك ولا ظلمة الصمت ....
كنتت بين يديه مجرد شظايا من ميوله يتفقدها بشق مراياه و كنت العذراء التي أبت الخضوع لحب همجي ...
أنا التي كنت أرنو لعشق عفيف يبصر بنوره قلبي الكفيف ... كنت أستلذ قطر ريقه الدافق بوعد دافئ ..أنا التي كنت أضع رأسي على كتفه حين ينهشني الزمن و حين يجرعني كؤوس البؤس بمرارة....
.لقد أملت أن يوسع هذا الجوى رحاب العمر و ينتشي بلقانا زهر الربيع ....كنت آمل أن تتشابك طرائقنا و نركض معًا لغد آت ... دون زحمة التخلي ..
أنا الأنثى التي كانت تقيم بداخله لكن أرقني شوق نبت على جذع من شوك .. و الكثير من الشك .... فكلما هزني الحنين إليه هزمني نواه.. و نزغ صده درب العبور...
لياليَّ غير مقمرة معه تدس بين أسدالها أمنية منهكة.. نامت بعد بكائي المرير على وسائد الخيبة بفر اش الذاكرة ....
على مضض صرت أحيك و أغزل للخفق أوشحة من كبر لتقيه برد المشاعر و زيف الغزل ... و أكاذيب عشقه السرمدي. ... برتابة ها أنا ذا اليوم أقايض هدأتي بأجراس خرساء مبحوحة الصدى .. لم أعد كما كنت ... ولم تعد جداولي غزيرة .. جف نبعي ... أقف على جرف اللهفة أنتظر سيول أودية ثغورها ظمئة ...
حلكة مواجعي أشد من كحل السواد بعينيه .... فشتائي لياليه باردة كذلك هته السنة ... لم يعد الهروب نحوه يجدي نفعا فضجيج قلبي يلازمني أينما لهثت ....
متعبة ..... أجر خيبتي ... وكل أحرفي باتت عرجاء و معتلة لا تلبس ثوب التعليل ... لقد فطمت أمنياتي الحالمة التي كانت كمشكاة تضيء غفوتي و تطرز سفح الخيال بألوان الأقحوان ... كعصفور يراقص أغصان التوت الجارحة المعانقة لوجه الضباب...
كتبت ذات كبوة على جدار قلبي منتهي الصلاحية.... و وضعت أقفالا حجب الدمع بريقها حتى صدأت و تلفت ملامحها البريئة ...
لا زالت خفاياي تنز بالإباء فضرع الحلم قد عق شوادقي... و هجرت نوارسي موانئ كانت تألفها.. لقد تخليت على بيادر الوصول ... و اليوم أتوكأ بين الفصول على حتوف تشبه الاغتراب ....
ليته يدري أني كل ليلة أتيه و آتي إليه من أقصى المواجع محملة بجمل كثر أنينها بصدري إنها خيبات تستلذ صرخاتي المكتومة .. وتغرز مخالبها بقيح جراحي الغافية... بكل كد تدك بقايا الأحزان بكبدي ... فيا ليته يعلم أني أضحيت رفاة قد عصف بي ريح التخلي نحو المجهول ... و أني لا زلت أبحث عن كوة بعينيه أشاهد النَوْء خلف بلورها دون إيذاء .
___________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق