لَسْتُ أَنَا
ذاكَ الَّذي يَمْشي بِظِلٍّ مُنْحَنٍ
وَيُخَفِّي صَوْتَهُ
خَلْفَ ضَجِيجِ الدُّنْيا،
لَسْتُ أَنَا
حِينَ تَقُولُ العُيُونُ:
هذا رَجُلٌ أَلِفَ التَّعَبْ.
أَنَا...
مَا تَرَكَتْهُ اللَّيَالِي مِنْ نُدَبْ
مَا أسْقَطَتْهُ الصَّبَاحَاتُ مِنْ دَمْعٍ
مَا كَتَبَهُ القَلْبُ
عَلَى جُدْرَانِ الصَّمْتِ
ثُمَّ أَطْفَأَ القَنادِيلَ
وَذهبْ.
لَسْتُ أَنَا
مَا ظَنَّهُ النَّاسُ
وَلَا مَا لَوَّحَتْ بِهِ الرِّيحُ
فِي طَرِيقِ الرّاحِلِينَ.
أَنَا...
أُغْنِيَةٌ قَدِيمَةٌ
وصلت مُتَأَخِّرَةً
إلَى أذُنِ مَنْ فَهِمْ
أَنَا مَطَرٌ يَهْبِطُ
بَعْدَ صَيْفٍ طَوِيلٍ
يَكْسِرُ حُرُوقَ التُّرابِ
وَيُعِيدُ لِلْقَلْبِ
مَا حجبتهُ السحبْ.
لَسْتُ أَنَا
كَمَا يَقُولُ التَّارِكُونَ
أَنَا الَّذِي بَقِي،
أنا الَّذِي وَقَفَ
حِينَ تسلطن الكذبْ.
أَنَا...
صَبْرُ شَجَرَةٍ
تُقَاوِمُ رِيحًا عاتيةً
وَلا تَسْقُطْ.
أَنَا...
وَجَعٌ تَعَلَّمَ
كَيْفَ يَبْتَسِمْ
وَحُلْمٌ لَمْ يَفْقِدْ خُجَلَهُ
رَغْمَ الجرحِ والندَبْ.
فَلَا تَقُلُوا:
غَيَّرَتْهُ الأَيَّام
وقُولُوا:
لَقَدْ بَقِيَ...
معدنا من ذهبْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق