إنَّ الإنسانَ النبيلَ لا يُبصِرُ قيمةَ ما يملكُهُ من خيرٍ وكمالٍ كما يراها الناسُ. فعينُهُ لا تنفكُّ تنظرُ إلى الزاويةِ الناقصةِ من نفسِهِ وسلوكِهِ، لأنَّ همَّهُ الأكبرَ هو الإصلاحُ والارتقاءُ.
تلكَ الروحُ الدائبةُ على المحاسبةِ لا تتأثّرُ كثيراً بمديحِ الناسِ وثنائهم، وإنْ أسعدها؛ لأنها تعلمُ أنَّ المشوارَ طويلٌ. كما أنَّ ذمَّ الناسِ وقَدحَهُم لا يُصيبُها بضررٍ جوهريٍّ، لأنها منشغلةٌ بالفعلِ بتصحيحِ عيوبها الداخليةِ قبلَ عيوبِ الآخرين. فالمحاسبةُ الذاتيةُ هي بوصلةُ الفاضلِ التي لا تخطئُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق