اللحظات الدافئة التي أقضيها في عزلتي مع ذكراياتي،هي ما تسلي وحدتي، وتداوي جراح الماضي ، وتنعش قلبي رغم الصقيع الذي يحاصرني، ويأبى أن يراني متوهجة أنير عتمة أيامي...
أحيانا..الوحدة خير جليس للمرء في زمن بارد يضج بصخب باعة المشاعر والأحاسيس الزائفة...
عشت في حديقة غناء،شذا ورودها بلغ عنان السماء،اعتقدت أنني ملكت الدنيا وأنا أحلق بآمالي وأحلامي هنا وهناك،فراشة كنت،جميلة الروح فاتنة القوام،كل من رآها أعجب بها وهام، لكنها لسذاجتها أغرمت بدبور جبان،مثّل عليها دور العاشق الولهان،فانساقت وراء وعوده الكاذبة وهجرت مرتع الصبا إلى سجن الأوهام...
تجرعت أذى نرجسيته فغدت شبحا يخشى نور الشمس ،يقبع في دهاليز وحشيته وبطشه ...
أتذكر ذلك اليوم الذي فتح فيه باب زنزانتي وحررني من بؤسي بعدما استنزف مهجة روحي، أعتقني ليس حبا وإنما مللا، فلم أعد تلك التي يروق له تعذيبها، فقد جفت عبراتي وخرست صرخاتي وانتحرت توسلاتي،هو الآن منشغل بنسج خيوطه لاصطياد غبية أخرى تؤمن بمعسول الكلام، أما أنا فلا أزال أتعافى من جرح غائر سببه قلب طيب جار عليه الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق