الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

أنا وأنتِ بقلم الطيبي صابر

**أنا وأنتِ…**

ليكن هذا الكونُ
ملكَنا نحن
نعيدُ ترتيبَ فوضاه
ونصنعُ من أشواكه
حريراً يليقُ بخُطانا...
أستندُ إلى كفِّ الريح
فتحملني إليكِ
كأنّي ذاهبٌ 
إلى أوّلِ فرحةٍ
في الوجود.
كلّما اشتقتُ للكون
انفرجَ قلبي
وكلّما اشتقتُ إليكِ
انفرج الكونُ من حولي...
وحين أركضُ نحوكِ
وتتمزّقُ المسافاتُ 
تحت قدمي
وتدركُ جناحَيّ
معنى الطيران
ومعنى... 
أن يسيرَ الرجلُ أميالاً
ولا يصلُ إلّا
إلى شوقٍ أكبر...
أصيرُ طائرَ المدارات البعيدة
أحبُّ كلَّ ما يلمسُه الضوء
وأكتبُ حنيني
بمِدادٍ من زمنِ ولّادة
وابن زيدون
وأقولُ للريح:
احملي اسمي إليها
فالرجلُ حين يحبُّ
يصيرُ أكبر 
من حدودِ جسده...
ومعذرةً…
أنا لا أكتبُ 
للحبّ وحده
أنا أكتبُ للحرية
لذلك الإزهارِ الخفي
الذي ينبتُ 
بيني وبينكِ
كلَّ يوم...
من كلّ شيء
أو من لا شيء…
يخلقُ فرحاً
لا تسجّله القواميس
ولا تُشبهه شتاءاتُ اللغة
ولا يقبلُ
أن نكونَ اسماً باهتاً
في دفترِ يومٍ مضى 
أو حلماً بارداً
تتداوله 
الصباحاتُ المستنسخة...
ليكن الكونُ لنا
يشتاقُ إلينا
كما نشتاقُ إليه
يضمّنا...
ويعلّمنا فنَّ الطيران
كلّما ضاقت بنا الجهات
وتراكمتْ ساعاتُ الوحدة
في زوايا الوقت السريع
بلا نبض...
فأنا وُلدتُ
لأحضنَ الكون
لأحضن الحرية
ولأفتحَ في صدري
مكاناً يتّسعُ للعالم…
ولكِ أنتِ.

**بقلم الطيبي صابر**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...