السبت، 6 ديسمبر 2025

حين تتكسر الأيام ويبحث الإنسان عن ذاته بقلم نشأت البسيوني

حين تتكسر الأيام ويبحث الإنسان عن ذاته
بقلم/نشأت البسيوني 

حين تتكسر الأيام تحت أقدام الإنسان ويشعر أن كل شيء حوله ينهار وأن كل صوت صار صدى بعيد وأن كل خطوة يخطوها أصبحت ثقيلة وأن النفس نفسها كأنها طالعة من صدره بصعوبة يبدأ الإنسان يدرك أن الحياة ليست مجرد يوم يمر بل سلسلة من اللحظات التي تثقل الروح وتختبر القلب وتضعف الجسد وتجبر العقل على مواجهة ما لم يكن مستعدا له ويكتشف أنه رغم كل 

التعب وكل الكسر وكل الخيبة فإنه لا يزال يحمل داخله شعاع صغير من الأمل يقول له استمر لا تستسلم حتى لو لم تشعر بالراحة وحتى لو كان العالم كله يضغط عليك وحتى لو لم يعد أحد يسمعك أو يراك أو يحس بما يمر به قلبك وروحك ويبدأ الإنسان في البحث عن طرق جديدة ليتنفس فيها وعن مساحات جديدة يترك فيها نفسه تتنفس بحرية وتصرخ بلا صوت وتبكي بلا دموع ويجد أن 

الصمت أصبح لغة أصدق من كل الكلمات وأن الوحدة أصبحت صديقة أكثر من أي شخص حاول أن يكون بالقرب منه لكنه لم يفهمه وأن كل لحظة ألم كانت تضعه أمام حقيقة نفسه وتجبره على مواجهة داخله فيهدأ قلبه ببطء ويتعلم أن لا شيء في الحياة يبقى كما هو وأن كل شيء يتغير وأن الصبر على ما لا يمكن تغييره قوة وأن التمسك بما يمكن تغييره حكمة وأن كل إنسان يحمل داخله 

القدرة على التعافي وأن الروح حتى لو تكسر الجزء الأكبر منها لا تفقد القدرة على النهوض وأن الإنسان قادر على أن يجد طريقه مهما كانت العقبات وأنه رغم كل الصعاب والوجع فإن داخله شعاع من نور لم ينطفئ وأنه رغم كل الهزائم الداخلية فإنه مازال يقف ويكمل ويبحث عن ذاته ويجرب طرق جديدة لكي يعيش بحرية ويتنفس بصدق ويعطي قلبه مساحة ليحب بصدق ويمتلك القدرة 

على الرحمة والعطاء وأن كل تجربة مر بها كانت جزء من بناء قوته وأن كل كسرة في داخله كانت فرصة لإعادة ترتيب روحه وأن كل دمعة كانت تعليم وأن كل لحظة ضعف كانت تذكير بأن الإنسان يحتاج أحياناً لأن يقف أمام نفسه صامتاً ليعيد النظر ويجدد العهد مع روحه ويقرر أن يمشي في طريقه مهما طال الطريق ومهما كانت الظلمات ومهما كان الثقل على كتفيه وأنه لا يحتاج إلى رضا الجميع 

ولا يحتاج إلى موافقة أي شخص ليعيش بصدق وأنه رغم كل ما فقده سيكتشف أن ما بقي له هو أكثر قيمة وأنه رغم كل ما تكسر بداخله سيجد أن القوة الحقيقية في داخله وأنه مازال حي ومازال قادر على الحب ومازال قادر على العطاء ومازال قادر على أن يكون الإنسان الذي يرضى عنه قلبه وروحه وأن الحياة رغم كل ألمها لا تزال تستحق أن يعيشها الإنسان بصدق وأن كل لحظة تمر عليه هي 

فرصة جديدة لاكتشاف نفسه وبناء قوته وأنه كلما شعر بالضياع أو التعب أو الوحدة فإنه يجب أن يعود إلى الداخل ليجد القوة والسلام والقدرة على الاستمرار ومهما طال الطريق ومهما كان الوجع ومهما كان الليل طويل ومهما كانت الظلمة شديدة فإن داخله شعاع من نور لا ينطفئ وأنه كلما شعر باليأس عليه أن يتذكر أنه ما زال حي وأن الحياة تستحق أن يعيشها وأنه كلما شعر بالوحدة عليه 

أن يعرف أنه ليس وحيداً فهناك بداخله شخص مستعد للحب والعطاء والعيش بصدق والاستمرار بعد كل سقوط والابتسام بعد كل دمعة وأنه مهما واجه من صعوبات فإنه قادر على الاستمرار وأنه مهما كثرت الضغوط فإنه قادر على التحمل وأنه مهما تألم فإنه قادر على التعافي وأنه مهما فقد فإنه قادر على البناء وأنه مهما ضاع فإن داخله الطريق وأنه مهما اختلطت الأيام بالظلام فإنه قادر 

على رؤية الضوء وأنه مهما كثرت الليالي الطويلة فإن النهار قادم وأنه مهما كثرت العقبات فإن الطريق متاح وأنه مهما كانت الوحدة فإن داخله رفيق قادر على الصبر والهدوء والسلام وأنه مهما خذل العالم عليه أن يثق في نفسه وأنه مهما خذل الناس عليه أن يعرف أن داخله قوة لا يمكن لأي شيء أن يكسرها وأنه مهما حدث فإن الروح مستمرة والقلب مستمر والنبض مستمر وأنه مهما طال 

الطريق فإن النهاية ليست هزيمة بل بداية لحياة جديدة أقوى وأصدق وأهدأ وأعمق وأنه مهما حدث فإن الإنسان مازال قادر على الحب والعيش والابتسام والاستمرار وأنه مهما كانت الحياة صعبة فإن الإنسان قادر على مواجهتها وأنه مهما تكسر فإنه قادر على النهوض وأنه مهما ضاع فإن داخله الطريق وأنه مهما طال الليل فإنه سيشرق صباح جديد وأنه مهما كان الوجع عظيماً فإن داخله 

الشفاء وأنه مهما كبرت الصعاب فإن داخله القوة وأنه مهما ضاقت الدنيا فإن داخله اتساع لا نهائي وأنه مهما شعر باليأس فإن داخله الأمل وأنه مهما شعر بالوحدة فإن داخله الصحبة وأنه مهما شعر بالخوف فإن داخله الشجاعة وأنه مهما شعر بالضعف فإن داخله القوة وأنه مهما شعر بالعجز فإن داخله القدرة وأنه مهما شعر بالخذلان فإن داخله الدعم وأنه مهما شعر بالتعب فإن داخله الراحة 

وأنه مهما شعر بالثقل فإن داخله الخفة وأنه مهما شعر بالحزن فإن داخله الفرح وأنه مهما شعر بالظلام فإن داخله النور وأنه مهما شعر بالضباب فإن داخله الوضوح وأنه مهما شعر بالضياع فإن داخله الرجوع وعندما يصل الإنسان إلى هذه اللحظة من الإدراك تصبح النهاية شعور داخلي عميق بالاكتمال والهدوء والطمأنينة ويعلم أن كل دمعة سقطت كانت تعلمه الصبر وكل كسرة شعوره كانت تمنحه 

القوة وكل فقدان مر به كان يجهزه لشيء أكبر وأعمق وأن كل خطوة خطاها كانت جزء من الرحلة وأن كل لحظة ألم عاشها كانت جزء من التحول وأنه رغم كل شيء صار أقوى وأهدأ وأكثر صدقاً مع نفسه ومع العالم وأنه صار يعرف أن السلام الحقيقي لا يأتي من الخارج بل من الداخل وأن الحياة ليست وعداً بالسعادة الدائمة بل فرصة للتجربة والنمو والفهم وأن كل ما عاشه الإنسان هو مادة 

تبنيه وتقويه وتجعل قلبه أوسع وروحه أخف وأنه في النهاية لا يحتاج إلى أكثر من الصدق مع ذاته والقدرة على الحب بلا شروط والقدرة على الاستمرار مهما طال الطريق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إلى من سألني بقلم عبدالرحيم العسال

اخميمي ( إلى من سألني : هل انت اخميمي؟)  =========================== نعم يا عم أخميمي. وكم ازهو به وطنا لنا إرث وتاريخ. ونيل...