يَغْمُرُنِي الْيَأْسُ كَالْمَوْتِ وَمَا زِلْتُ بَيْنَ الْأَحْيَاءْ
وَقَدْ دَفَنَنِي بِأَقْبَارٍ مِنَ الشَّكِّ وَالارْتِيَابِ
وَذَبُلَتْ أَزْهَارُ أَمْلٍ كُنْتُ أَرْجُو لَهَا الْحَيَاهْ
وَانْهَارَ قَصْرُ رَجَائِي، وَانْتِهَاءٌ لِكُلِّ إِصْلَابِ
ظَنَنْتُ أَنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ أَعَزُّ سَبِيلٍ فِي الْوُجُودْ
وَنَسِيتُ أَنِّي بِعَالَمٍ يَزْدَرِي حَامِلَ الْطِّيَبَهْ
وَرَأَيْتُ دَهْرِي كُلَّهُ نِفَاقًا وَمَصْلَحَةً وَرِيَاءْ
وَرَأَيْتُ أَقْوَامًا عَلَى كُلِّ دَرْبٍ سَائِرِينَ سُرَاعَهْ
وَرَأَيْتُهُمْ عُرَاةً مِنْ ثِيَابِ الْوَفَاءِ قَدْ عُرُوا
وَرَأَيْتُهُمْ يَلْبَسُونَ رِدَاءَ الْغَدْرِ وَالْعَيْبِ
وَرَأَيْتُ بَعْضَهُمْ يُهَانُ لِفَقْرِهِ وَخُلُوِّ جُيُوبِهِ
وَيُكْرَمُ الْوَغْدُ لِأَنَّ جُيُوبَ الذَّهَبِ مِلْؤُهَا قَدْ حَازَهْ
وَرَأَيْتُ بَيْنَهُمْ مَنْ يَمْشِي كَأَنَّهُ عَارِضُ أَزْيَاءْ
تَكَبُّرٌ وَلا يَمْلِكُ الدُّرْهَمَيْنِ وَيُحِبُّ أَنْ يَشْهَرَهُ الْخَلْقُ
وَرَأَيْتُ الدَّهْرَ قَدْ أَذَلَّ رِجَالاً كَانَتِ الرُّؤُوسُ لَهُمْ عَالِيَهْ
وَرَأَيْتُهُ قَدْ رَفَعَ قَدْرَ مَنْ يَمْشِي لَهُمْ بِالْهَيْبَهْ
وَمَشَاهِدَ كَثِيرَةً رَأَيْتُهَا، وَدُرُوسًا عَدَّهَا لا تُعَلَّمُ بِالْكُتُبِ
بَلْ يُعَلِّمُهَا الْحَيَاةُ لِلْفَتَى حَتَّى إِذَا شَابَ رَأْسُهُ أَدْرَكَهَا
وَلَكِنَّا تَغَاضَيْنَا عَنْهَا كَأَنَّ أَعْيُنَنَا عُمْيٌ تُبْصِرُ وَقَدْ أُغْمِضَتْ
تَغَاضَيْنَا، وَسَتَأْتِي الْأَيَّامُ بِمَا لا تَرْضَى عَنْهُ النُّفُوسُ، فَاحْذَرُوا عَاقِبَهْ!
✍️ الشاعر: أبوعاصف الميّاس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق