وُلِدتُ من الصمتِ
حينَ نامتْ
على الأبوابِ مُدُني
وحينَ الوقت قد تَعِبا
لم أسألِ الوقتَ
كم تبقّى من احتمالِي؟
فالوقتُ أعمى
إذا ما القلبُ قد طَلَبا
أنا ابنُ فجوةِ هذا الكونِ
أعرفُها
بينَ البدايةِ
والأشياءِ إذ خَرِبا
ما كنتُ
ظلَّ سؤالٍ عابرٍ أبداً
ولا جواباً
يُساومُ فيهِ مَن كَذَبا
مشيتُ وحدي
وكانتْ خُطوتي لغتي
إذا تعثّرَ المعنى
قمتُ وانتَصَبا
مددتُ صوتي
إلى الأيامِ أُربكُها
فارتدَّ في الكفِّ
هذا الصمتُ مُلتَهِبا
كسرتُ مرآةَ وجهي
لأعرفَ
كم وجهاً بهِ لَعِبا
وكانَ اليقينُ
ثقيلَ الرأسِ مُتكئاً
فأيقظتُ الشكَّ فيه
حتّى صارَ مُنتدِبا
لم أهبطِ الفكرةَ الأولى
بلا سببٍ
لكنْ لأزرعَ في الفوضى
بدايَتَها لا منتحبا
يا أيُّها الواقفونَ
على حافتي
أنا لستُ ناراً
ولكنّي الذي حَطَبا
أعرفُ أنَّ الطُّرقاتِ
التي سَلكتُها
لم تتركِ الأثرَ
إلّا حيثُ قد وَجبا
ما كنتُ أطلبُ معنىً
فوقَ قامَتِهِ
لكنْ أردتُ
معنىً ينهضُ منتَصبا
أنا الذي
حينَ ضاقَ الحلمُ
وسّعْتُهُ
وحينَ خانَ الكلامُ
اخترعْتُهُ نُصُبا
في داخلي
ضجّةُ الأشياءِ
تسألُني
لِمَ اخترتَ
أن تكونَ الحرَّ
لا التَّبعا؟
فقلتُ:
لأنّي رأيتُ العيشَ
ناقصاً
إذا رضيتُ
بما يُعطى وما سُحبا
لا تخشَ خوفي
فإنّي علّمتُهُ أدبي
وصادقتُ فيهِ
الذي كانَ قد رَهِبا
أنا لستُ خاتمةً
تُرضي الحكايةَ
بل جرحٌ
إذا التأمَتْ
بدأ الحكايا مُهذِّبا
لو شئتُ صالحتُ
هذا الليلَ مبتسماً
أو شئتُ أعلنتُ
فيه الصبحَ منقَلِبا
أنا لا أرفعُ راياتٍ
لأتباعي
لكنْ أُعلّمُ
كيفَ يكونُ المرءُ
مُهذّبا
ما همّني من سيأتي
بعد خطوتي
فالطريقُ
يعرفُ من مرَّ
ومن كَتَبا
وكلُّ شعرٍ سيُكتَبُ
بعدَ تجربتي
لن يذكرَ اسمي
ولكنْ سيعرف الأرَبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق