قصص مسلسلات
يابانية راقية
ـــــــــــــ 4 ــــــــــــ
لتر واحد من الدموع !
لماذا اختارني هذا المرض ؟ .....
دموع بقلم
أحمد النجار
جمهورية مصر العربية
(( اللتر الرابع من دموعي )) ...................
& تجليات شعرية من وحي حبيبتي آيا اليابانية ......
قلنا قد سرقت منّا ...
حق عيش في كرامة ..
أعطيتنا راتب هزيل ...
عشنا معه في ندامة ..!
احذر يأس نفوسنا ...
يوم تقوم القيامة ...!
قد ترى عصيان مدني ..
وألف شاهد وعلامة ...!
فيه نستعيد مجدا ....
للمعلم ووسامه ....!
يعطي للطالب حياته ....
يحظى بكل احترامه ...
فليذهب وزيرنا ....
ولتذهب معه آثامه ....
لا نريد منه شيئا ...
ونرفض كل كلامه ...!
ونرفض كل كلامه ...!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعلم في بلادي ...
رمز نهضة البلاد ...
الحكومة تزدريه ...
رغم أن الكل ساد ...!
راتبه كأنه صدقة ...
يستجديه من العباد ..!
والوزير يقهره ....
ثم يبديه الوداد ...!
ينطق عنه قول زور ..
ويقول ما أراد ....!
ثم يدّعي عليهم ...
المعلم استفاد ...!!
أخذ كل حقوقه ...
ثم ينكر الوداد ....
ليته كان استقال ...
أو نعلن فيه الحداد ...
أو نعلن فيه الحداد ...!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحداد لن نعلنه في هذا الوزير النكرة !!
الحداد سوف يُعلن قريبا جدا في .......؟؟؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نواصل رحلة الآلام والدموع والخشوع والرضي بقضاء الله مع ابنتنا الحبيبة أيا اليابانية ........
ها هو الشك وقد تحول إلي حقيقة واضحة ...
آمن بذلك أبو آية وأمنت أم آية وكذلك آمنت آية وأدركت جيدا طبيعة مرضها النادر ....
في مقابلة خاصة بين الدكتور ميزونو ووالد ووالدة آية ، قال والد آية سيدي الدكتور ابنتي كانت تلعب بالأمس مباراة سلة وكانت تجري بسرعة وأحرزت أهداف كثيرة .... لا أتصور أبدا أن ابنتي سوف يكون عجزها شامل !
يا الهي كيف أتخيل ذلك ؟!
قال له الطبيب عليك بالهدوء والصبر أخي الكريم ، هذا قضاء الله وعلينا الرضا التام بقضائه ...
أنا فقط أعرض عليكم تطورات المرض ومراحله السريعة حتي لا يصيبكم اليأس والصدمة عند
مشاهدة تلك التطورات في ابنتكم أيا !
وطلب منهم الدكتور ميزونو أن تبدأ أيا فورا في تدريبات العلاج الطبيعي لأهميتها القصوي في علاج تيبس الأطراف والتمايل وعدم الاتزان .
قال الطبيب لأم آيا من المهم جدا أن تفهم أيا طبيعة مرضها حتي تتعايش معه .
في اليوم التالي ذهبت آية للدكتور ميزونو في مستشفي جونان الجامعي للكشف والمتابعة الدورية ،وأثناء خروجها تصادفت مع الطفلة الصغيرة وسألتها عن صحة والدها الذي يعاني من ضمور في المخيخ منذ مدة طويلة ، طلبت منها الطفلة أن تذهب معها لزيارة أبيها في حجرته .... فوجئت آية بالرجل وكأنه في غيبوبة كاملة !
ولكن عينيه مفتوحة ولا يستطيع الكلام ، وقد ابتكر الدكتور ميزونو له لوحة الكترونية تشمل
كل الحروف اليابانية ، وكان الرجل المريض فقط يلمس بأصابعه الحروف المقصودة وتكون النتيجة النهائية الكلمة المطلوبة وكانت شكرا لكم!
أحلم بأن أري تلك اللوحة الالكترونية في وطني الحزين مصر ، أراها في مستشفيات الأعصاب ومدارس الصم والبكم ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة !
ذات نهار خرجت مع زميلها في فريق كرة السلة لاختيار الحذاء الرياضي المناسب له ، وعند
العودة احتك بها أطفال صغار؛ فوقعت علي الأرض واختل توازنها كثيرا ً.
عادت إلي البيت حزينة ومنذ ذلك اليوم وهي تدون مذكراتها وكيف تعايشت مع مرضها الصعب ، استمرت آيا في كتابة مذكراتها حتي آخر يوم لها في الدنيا !!
وتم نشر تلك المذكرات مع ترجمتها لكل اللغات العالمية من بينها اللغة والعربية ، وبيعت من مذكراتها 180 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم الحر الذي يشعر بآلام وأحزان الآخرين ، ليس عالم العبيد الخاضعين في أمتي العربية الخرساء !!
عاشت آيا حياتها العادية في المدرسة حتي تلك اللحظة ، لم يلاحظ أحد في المدرسة طبيعة مرضها الصعب والنادر ، باستثناء زميلها آسو الذي عرف بما تعانيه آيا من والده الطبيب ، حكي له والده أن آيا تعاني من مرض نادر هو ضمور المخيخ والحبل ألشوكي ، وأن مضاعفات هذا المرض خطيرة للغاية !
زادت أحزان آسو وكان أحيانا يبكي المصير المحتوم الذي ينتظر آيا !
ذات يوم فوجئت أم آيا بكلام غريب من أختها آكو وأنهم يهتمون بأختها آيا أكثر من الجميع ، بل وتمنيت أن تكون مريضة مثل أختها حتي يهتم بها الجميع !!
ساعتها انفعلت أمها من كلامها وصفعتها بشدة علي وجهها !
ذات ليلة جلست آيا وفتحت الانترنت وكتبت علي خدمة البحث جوجل كلمات الضمور ألمخيخي والحبل ألشوكي ، وعرفت كل شيء عن طبيعة مرضها وأنه نهايته تدمير شامل للخلايا العصبية المركزية في الجسم ، ثم الإعاقة الشاملة واستخدام الكرسي المتحرك !
معلومات صعبة وصادمة ، لكن آية ظلت متماسكة وقررت أن تعيش باقي أيامها سعيدة !
كيف تكون سعيدة وهي تعاني من ذلك المرض القاتل ؟!!
هذا ما قررته آيا بشخصيتها القوية الشجاعة الراضية بكل صدمات الحياة .
لم تقل أيا أبدا لماذا اختارني هذا المرض ؟ .. بل قالت تلك مشيئة الله واختباره لي وأرجو أن أنجح في الاختبار !!
أثناء التدريب في فريق كورال المدرسة الموسيقي فوجئ الجميع بمعنويات آيا المرتفعة جدا جدا ، حتي أن زميلها آسو تعجب كثيرا منها وقال لها أنتِ أيضا آيا غريبة الأطوار أحيانا تبكين الدموع بغزارة وأحيانا أخري تتماسكين وتكوني صلبة كالجبل !
آسو في الواقع كان يعرف حقيقة مرض آيا ، هو الوحيد الذي يعلم بذلك في المدرسة !
في آخر زيارة لوالدة آيا للدكتور ميزونو طبيب ابنتها ، صارحها أن ابنتها زارته بمفردها في المستشفي وكادت أن تسأله عن طبيعة مرضها ،
لكنها سكتت في اللحظة الأخيرة !
حقيقي سيدتي شعرت أن آيا تعرف كل شيء !
نعم تعرف طبيعة مرضها جيدا وتتعامل معه بكل حكمة وشجاعة !
ردت أم آيا بأنها بالفعل تشعر بأن ابنتها تعرف كل شيء عن مرضها ، ولكن لا نريد مواجهتها حتي لا تُجرح مشاعرها !
قال لها دكتور ميزونو المشاعر والأحاسيس القاتلة دوما لا تكون في مصلحة المريض ، لابد من مواجهته بالحقيقة حتي يعيش حياته المتبقية كاملة دون أي ندم أو حسرات !
ها نحن الآن في مسرح المدرسة الثانوية نحضر مع أفراد أسرتها لمشاهدة الحفل السنوي الذي تتألق فيه آيا وكانت نجمة الحفل بجدارة !
بعد انتهاء الحفل هرع زميلها آسو إلي نادي الأحياء المائية بالمدرسة وهو يبكي بشدة فقد
كان يعرف جيدا المصير الصعب الذي ينتظر زميلته المسكينة آيا !
حتي طبيب آيا دكتور ميزونو فوجئ في آخر فحوصات لآيا ، أنها تعرف كل شيء !
قالت له أيها الطبيب هل مرضي هو الضمور ألمخيخي ؟!
هل سأصبح عاجزة تماما في المستقبل القريب ؟!
قال لها الطبيب ما زال الوقت بعيدا لحدوث العجز الكلي ، ويمكنك أن تعيشي حياة طبيعية حتي تحدث أي مضاعفات تكون مؤكدة !!
منذ تلك اللحظة حدثت المواجهة المصيرية بين آيا وأوبويها وطبيبها ومرضها ..!!
علي آية أن تتأقلم مع مرضها الصعب ، وعليها أن تتوقع أي مفاجئات تحدث في أي لحظة !
هذا ما حدث بالفعل مع الفتاة المسكينة وبدأ موضوع مرضها ينتشر في المدرسة بين الطلاب
والمدرسين ..!
صارت زميلاتها يحملنها علي الكرسي المتحرك للوصول إلي فصلها في المدرسة ......!
وكما يقولون عندنا نحن العرب بني آدم ثقيل ..، هذا ما حدث مع ابنتنا المسكينة آية ....
حدث ما لم يكن في الحسبان من بعض الطلاب وإدارة المدرسة !
كيف واجهت آيا مصيرها بكل شجاعة وثبات ؟
لم تيأس الفتاة ،ولم تقنط من رحمة الله .
كذلك أبيها تغير كليا في العطف علي المساكين والفقراء ، وصار يقوم بتوزيع وجبات توفو مجانية علي منازل الفقراء !
يا إلهي ... لقد غيرت محنة آيا الجميع إلي الأفضل !
أنا أيضا أواجه حاليا محنة مثل محنة آيا تماما ، ولكن تعايشت مع محنتي وقلت الحمد لله علي كل
حال ، الحمد لله في السراء والضراء ..........
ـــــــــــــــــــــــ الحمد لله رب العالمين ـــــــــــــــ
أحمد النجار
جمهورية مصر العربية !


