الاثنين، 28 سبتمبر 2020

توقيعات أبية بقلم إسلام الغرايري

 توقيعات أبية...


سأوقع على رسومي اسما 

وعلى وطني حرفا...

وأوقع حبا بين الرماد والنار...

دون أن ألون رسومي ..

سأوقع خربشات أزلية...

داخل لوحات فنية...

أو وراء حائط سري واه ..

سأضع نبضي..وهمي وفتاتي...

أو حتى سكاتي....

كلها ستوقع وسط الحياة 

والكيان خاو من الحياة...

لكني مع ذلك سأوقع ....

سأوقع حب الحياة ....

وسط الوطن...

وحب الجمال...

وسط العفن....

لا يهم كيف هي توقيعاتي...

أبدا لا يهم ..

فكلنا تعريفات لبصمات 

مجرد أرقام داخل حدود الأوطان...

لكننا أجساد بأرواح الطير الكاسر..

وأحيانا....

نغدو أشباحا دون هوى...

ومع ذلك سأوقع على أوراق الخريف...

خجلا..وخيانة ..ألما وأملا...

لأني أؤمن أننا مجرد تناقضات...

مع تعقيداتها متعايشة فينا تلك التناقضات...

فنحن بها ننسى ونسعى من جديد 

نحو مستقبل ضبابي كئيب 

وفي الغياب أسيل حبيب...

نحن ورود ملقاة على أعتاب المقابر..

ونحن ذلك النغم الذي يولد مع الشجن...

سنوقع خريطة وطن جديد..

يختاره كل من للحرية يريد...

سنوقع ساعات من الثبات والحياة...

على أعتاب القبح سنبني جمالا..

على أوتار الحزن والغصب...

سنغني...

نشيد الحب والأوطان ...

سنعانق غربتنا وسط الأحباب...

وعلى وقع أرجل غاصبة ..وأيد قاتلة..

سنحارب بسلاح وألف سلاح ...

سنجاري الزمان في لوحة فنية...

ونغير المكان والزمان والشخصيات...

سنحاكي زمنا هو أشبه بالجنة 

من مستنقعات الدماء التي نعيش...

سنوقع جسرا بين البلدان العربية 

لنعبر أنا وأحفادي 

من القيروان إلى الشام إلى بغداد...

سنوقع رقعة من الأرض المقدسة ...

باسم كل الأمجاد

ولا ا مكان للأوغاد ...

نسميها أرض العرب الأحلام...

ونعيد تنصيب الأدوار...

ونغير صفقة الزمان بين الخوان...

ونغير بائع الهوى بالرئيس 

والأمير بتاجر "المزاج"والحشيش"

سنحرق تاريخ الوهن ...

وندس رؤوسا في الوحل..ونبتر زرعها 

ونمضي نحو قضايانا فتحل...


يا ابنا لم ألده!

يا ابنا ولدته البارحة بإحدى الغيمات !

تعالوا لنوقع نبض الحياة..

وندوس ركام الإذلال ...

ونحرر أرض الأجداد...

ونحمي عرين الأعراض ...

ونفتك تربة أرضنا المقدسة...

ونغرس بتونس زيتونا وبلحا..

ليثمر أكلها بفلسطين الأبية...

زيتونا ...ورمانا ونخلا...

إلى متى نرضخ لتوقيعات الجهال؟

ونمضي أرقاما في السجلات؟؟

اليوم وغدا سنحاكي زمن الأمجاد

ويعود الشباب في أجساد الشياب 

وكلنا يحرق ذكريات التشريد...

ويقتل أشباه الرجال 

بحبر التوقيعات الأبية...

سنعيد أرواحا للحياة 

تحقن في شرايين كل الأجيال...


بقلم الشاعرة إسلام الغرايري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

فلكِ قصائدي بقلم علاء فتحي همام ،،

فلكِ قصائدي / أهيم تائها بخيالها   وجمالها يجول ويُصخِب يدنو نحوي يُداعبني ولعينيّا يُسامِر ويَجذِب والدموع تشكو فِراقا  فنهر العشق لا يَنض...