حـتـى لا نـنـسى الـفـدس
الـقـدسُ تـغـلـي / شحدة العالول
القدسُ تغلي بالغضبْ // و الناسُ تلهو يا عربْ
في حانةِ الوهمِ التي // تُثري الهوانَ باللعبْ
الغاصبونَ للثرى // كم ينهبونَ , من يُجبْ ؟؟
من يُوقف الزيفَ الذي // أدمى القِبابَ و النُّجبْ ؟
منْ يصرخُ في وجههمْ // خلف الحدودِ من يثبْ ؟
لا تتركوا أطفالنا // في ساحة الهيجا تَدُبْ
مثل الرجال ِ تقصفُ // أحجارُهم كلَّ النُّصبْ
تنفي الطفولةْ و الصِّبا // في صولةٍ تَروي الغضبْ
يا جالسينَ حولنا // لم يرقبوا حتى النَّصبْ
أو كم دماءً قد جرتْ // تُحي الجدودَ و القُضُبْ
كم هُدِّمَ من بيتنا // من صخرِنا أو من كُتُبْ
أحجارُ مجدي تنهبُ // و المسرى فيمن قد نُهِبْ
صوتُ الأذانُ لم يزلْ //يشدو بلحنٍ مضطربْ
من حولهِ صارَ العِدا // ملءَ العيونِ و الكُرَبْ
و الأقصى دوماً يُستحلْ // من غاصبً داسَ الحِقَبْ
قد أشعلَ النارَ التي // تبغي الدَّمارَ و العَطبْ
هل يُدفنُ الأقصى فلا // مِنْ صارخٍ أو من خُطَبْ
أم يُستباحُ كالثرى // من جائرٍ أو مُغتصِبْ
أم ننتظرْ أن يهدمَ // مثل البيوتِ و النَّسبْ
كي ننتفضْ من جحرنا // نحو القلاعِ و الكُثُبْ
كي نسألَ الشمسَ المددْ // و الطودَ و القبرَ الخَرِبْ
أغصاننا قد أُتلِفتْ // و الساقُ دوماً منتصبْ
و الزهرُ ريحٌ طيبٌ // يملا الحياةَ بالذهبْ
كم نثمرُ من جَهْدِنا // رغم القيودِ و الطربْ
مثل الرصاصِ عينُنا // و الصوتُ رعدٌ اقتربْ
أجرى السيولَ جرحُنا // و الدَّمُّ سالَ كالسُّحُبْ
و الطفلُ قد لعقَ النوى // في قلبِ سجنِ المُغتَصِبْ
هم يحسبونَ طفلَنا // طفلَ خناءٍ قد تعِبْ
ألعابُهُ من حولِهِ // تُردي بهِ خلفَ الحُجُبْ
لا يعلمونَ ما بهِ // من لهفةٍ تسقي الشُّهُبْ
من كفهِ صنعَ المُنى // و الراجماتِ و اللُعبْ
هم يركضونَ خلفَهُ // كي يُركعونَ من وثبْ
أو يُجلسونَ واقفاً // مثل الجبالِ ينتصبْ
لكنهُ هدَّ الردى // و الجُنْدُ ساختْ و الرُّتبْ
قدْ جُنَّ من أفعالِهمْ // قد بات يُردي من هَرَبْ
أو يحرقُ أجسادَهم // في قلبِ نارٍ تلتهِبْ
صهيونُ أرسى ظلمَهُ // في كلِّ صوبٍ يغتصِبْ
طارتْ جبالٌ في الهوا // و الكلُّ صمتٌ مُرتقِبْ
و الخانعُ في ذِلَّةٍ // يهوى الصَّغَارَ المُنتَحِبْ
هل من جوادٍ راكضٍ // للأولينَ ينتسِبْ
من خالدٍ يصلى العِدا // طعمَ المنون المُرْتَقَبْ
الدِّينُ يُعلى شأنُهُ // و الهمَّةُ تُثري السَّببْ
و الحقُّ نورٌ حولُهُ // ينهي الظلامَ المُكتئِبْ
قي ساحةٍ لا تَفْهَم // غيرَ الكلامِ المُقْتًضَبْ
و السيفُ و الرمحُ الذي // يأتي الغزاةَ بالعطبْ
يُحي المواتَ يبعثُ // في قدسِنا نوراً وَجَبْ
يسعى بروحِ حُبِّهِ // نحو الورى كي يشرئبْ
كي ينظرَ صوبَ العلى // مَنْ للسماءِ ينتسِبْ ؟
في قدسنا تعلو القيمْ // لا قيمة الموتِ الرَّحِبْ
للأمركانِ و الذي // داسَ الشعوبَ بالذَّنَبْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق