اعتذار
فتح نافذة غرفته يبحث عن شيء من ملامح وجهها، أطل القمر بوجهه المدور فتراجع قليلا الي الخلف... وهو يفكر بها.... كان جسده يتوهج شوقا والقمر يرمقه بطرف عينيه غاضبا.... كيف تهوى نجوما متفحمة وهي تشرق أمامك خجولة..... وقف غير بعيد متناثرا وهو ينازع سلطان الليل ويقارن بينها وبين الشمس،.. استغرق صمته بعض اللحظات ثم أدار يده المضيئة الي القمر مرتبكا واصابعه في طريقها الي السقوط..... قائلا : غرامك انت والشمس حبيتي لا ينتهي... تجاوزت كلماته حلقه وهو يهرب من كل شيء في هذا الكون،.. كان في منطقه بعض الصواب وفي البعض الاخر معركة خاسرة مع الشمس،... كيف سولت له نفسه ان يعبث معها ولو للحظة؟!..... أخذت تتامله بشغف بالغ ودقات قلبها تتسارع .... تسمر في مكانه وهو بين شفتيها يختلس أنفاسها،.. اغمضت عيناها وتخيلت نفسها بين احضانه،... تسلل إليها بلهفة وهو يكرر الاعتذار، خفضت رأسها قليلا وتركت له مساحة حرة ليقودها الي مرفأ آخر.......
بقلم توفيق العرقوبي _تونس_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق